للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذلك بهم قبل أن تنزل الحدود. كذلك قال ابن سيرين، وقال أبو الزناد: لما مثل رسول الله بالذين استاقوا الإبل، أنزل الله ﴿وإنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله﴾ الآية، فوعظ رسول الله عن التمثيل فلم يعد رسول الله بعد (١).

قال أبو بكر: وقال قائل: قد فعل النبي ذلك من قبل اجتهاد الرأي، كأخذه من الأسارى الفداء يوم بدر، فأنزل الله ﴿لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم﴾ (٢) وكذلك قوله ﴿عفا الله عنك لم أذنت لهم﴾ (٣) قال عمرو بن [ميمون] (٤): اثنتان فعلهما رسول الله ولم يؤمر به: إذنه للمنافقين وأخذه الأسرى، ثم أنزل الله ﴿عفا الله عنك لم أذنت لهم﴾ و ﴿ما كان لنبي أن يكون له أسرى﴾ (٥) قالوا: وكذلك تحريمه ما حرم على نفسه فأنزل الله ﴿يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك .... ﴾ (٦) الآية، وأنكر غيره هذا القول، وقال: لا يجوز أن يحكم النبي في شيء إلا بأمر الله إما بتنزيل، أو وحي، أو غلهام، واحتج بقوله ﴿والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم * وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى﴾ (٧) قال: وكذلك افترض الله طاعته،


(١) أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (٨/ ٢٨٣)، وفيه: عاتبه الله على ذلك … ).
(٢) الأنفال: ٦٨.
(٣) التوبة: ٤٣.
(٤) في الأصل، "ح": منصور. وهو تصحيف، والأثر أخرجه الطبري تحت تفسير آية التوبة ٤٣، وسعيد بن منصور في "السنن" (٥/ ٢٥٢) كلاهما عن عمرو بن ميمون به.
(٥) الأنفال: ٦٧.
(٦) التحريم ١.
(٧) النجم: ١ - ٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>