للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ودهلك (١) وتلك الناحية من أقصى تهامة (باليمن) (٢).

وكان مالك بن أنس يقول في قول الله ﴿أو ينفوا من الأرض﴾ النفي في ذلك أن ينفي من بلد إلى بلد، ويحبس في السجن. قال مالك: ثم لا يتركه يرجع حتى يعرف منه التوبة وحسن الحال، وقال مالك (٣): لا ينفى إلى شيء من بلدان الكفر، وحكي عن مالك أنه قال: يطال حبسه ليس له حد، ذلك إلى السلطان باجتهاده ونظره للمسلمين، وحكى ابن القاسم عنه أنه قال: قد كان عندنا ينفى إلى خيبر، وقد كان لهم حبس يحبسون فيه.

وقالت طائفة: ينفى حتى لا يقدر عليه. كذلك قال الحسن البصري. وقال الزهري: ونفيه أن يطلب فلا يقدر عليه [كلما] (٤) سمع به في أرض طلب.

وقال عبد الملك الماجشون: قول أبي، وابن دينار، والمغيرة: أن نفي المحارب إنما هو أن يطلبه الإمام. يريد إقامة حدود الله عليه فيهرب منه ويكون مشردا فارا من السلطان هاربا منه، ومن إقامة ما وجب عليه من حدود الله، فهربه وفراره من الإمام هو نفيه، وليس كما ينفى الزاني، ولكن إذا قدر عليه قبل أن يتوب أقام عليه حدود الله ﷿.


(١) جزيرة في بحر اليمن وهو مرسى بين بلاد اليمن والحبشة بلدة ضيقة حرجة حارة.
كان بنو أمية إذا سخطوا على أحد نفوه إليها. "معجم البلدان" (٢/ ٤٩٢).
(٢) في "ح": اليمن.
(٣) "المدونة الكبرى" (٤/ ٥٥٢ - ٥٥٣ - كتاب المحاربين)، "تفسير القرطبي" (٦/ ١٥٢ - ١٥٣).
(٤) في "الأصل": كما. والمثبت من "ح".

<<  <  ج: ص:  >  >>