للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة، عن النبي أنه قال: "النار جبار" (١).

قال أبو بكر: وقد سألت عن هذا الحديث غير واحد من أئمة أهل الحديث فكل يقول لي: أخطأ فيه عبد الرزاق، إنما هو البئر، وأنكر هذا آخر وقال: هذا تصحيف من الكاتب، وذلك أن أهل اليمن تكتب "النار" "النير" بغير ألف، فصحف من صحف ذلك في كلامه فقرأه "النار" تصحيفا، فنقلت لما قرأها القارئ مصحفا إلى هجاء النار إذ لم يكن منقوطا.


(١) أخرجه أبو داود (٤٥٨٢) والنسائي (٥٧٨٩)، وابن ماجه (٢٦٧٦)، والدارقطني في "سننه" (٣/ ١٥٢) والبيهقي في "الكبرى" (٨/ ٣٤٤) كلهم من طريق عبد الرزاق به.
ونقل الدارقطني عن أحمد قوله: حديث أبي هريرة "والنار جبار" ليس بشيء، لم يكن في الكتب، باطل ليس هو بصحيح.
وقال أيضًا أهل اليمن يكتبون النار النير، ويكتبون البير يعني مثل ذلك، وإنما لقن عبد الرزاق: النار جبار.
وقال الحافظ في "الفتح" (١٢/ ٢٦٦ - ٢٦٧): قال ابن العربي: اتفقت الروايات المشهورة على التلفظ بالبئر، وجاءت رواية شاذة بلفظ (النار جبار) بنون وألف ساكنة قبل الراء ومعناه عندهم أن من أستوقد نارًا مما يجوز له فتعدت حتى أتلفت شيئًا فلا ضمان عليه. وقال بعضهم: صحفها بعضهم؛ لأن أهل اليمن يكتبون النار بالياء لا بالألف فظن بعضهم البئر بالموحدة النار بالنون فرواها كذلك ....
قال ابن عبد البر: ولم يأت ابن معين على قوله بدليل وليس بهذا نرد أحاديث الثقات. قلت: ولا يعترض على الحفاظ الثقات بالاحتمالات، ويؤيد ما قال ابن معين اتفاق الحفاظ من أصحاب أبي هريرة على ذكر البئر دون النار. اهـ

<<  <  ج: ص:  >  >>