كتاب الأوسط من السنن والإجماع والاختلاف - ط الفلاح

جماع أبواب أحكام العبيد والإماء في الجراحات والديات - ذكر صفة اليمين في القسامة - ج: 13 - ص: 449

عبيدة، عن عبد الله قال: انتهيت إلى أبي جعل يوم بدر .... وذكر الحديث، قال: فأتيت النبي ﷺ فقتل له: قتل الله أبا جهل. فقال: "والله الذي لا إله إلا هو" - ثلاث مرات - فقلت: والله الذي لا إله إلا هو، ثلاث مرات .... (١) وذكر باقي الحديث.

قال أبو بكر: هذا لا يثبت، لأن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه.

قال أبو بكر: والذي يجب أن يستحلف به المدعى عليه بالله، أو يقول له المستحلف (بالله) (٢)، ولو استحلفه الحاكم بالله الذي لا إله إلا هو كان مذهبا، لأن ذكره في حديث أبي موسى، والاقتصار على الاستحلاف بالله أحب إلي إلا أن يثبت حديث أبي موسى فلا يكون في القلب إذا أستحلف على ما في حديث أبي موسى شيء. والله أعلم.

واختلف مالك والشافعي في الأيمان تكون فيها الكسور.

فقال مالك (٣): إذا قسمت بينهم نظر إلى الذي يكون عليه أكثر تلك اليمين فتجبر عليه تلك اليمين.

---

(١) أخرجه أحمد (١/ ٤٤٤) وابن أبي شيبة (٨/ ٤٧٧ - ٤٧٨ - غزوة بدر الكبرى، ومتى كانت وأمرها) كلاهما من طريق وكيع به.
وأخرجه الشاشي في "مسنده" (٣٣٥٢)، والحارث بن أبي أسامة (٢/ ٦٩٩)، والطبراني في "الكبير" (٩/ ٨٢) رقم ٨٤٦٩)، وابن عبد البر في "التمهيد" (٢٣/ ٢٥٤) كلهم من طرق عن أبي إسحاق. به قلت وإسناده منقطع كما قال المصنف. فإن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه، نص على ذلك شعبة وأبو حاتم، وأبو عبيدة نفسه فقد قال: ما أذكر منه شيئًا. انظر: "جامع التحصيل" (٢٠٤) و "تحفة التحصيل" (١٦٥).
(٢) في "ح": والله.
(٣) "الموطأ" (٢/ ٦٧١ - ٦٧٢ - باب القسامة في قتل الخطأ).