للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال أبو بكر:

وقد تكلم في هذه المسألة بعض أصحابنا وقال: حديث عاصم بن بهدلة، عن أبي رزين، عن ابن عباس في المرتدة تحبس ولا تقتل. فإن أصحاب عاصم المعروفين بصحبته كشعبة، وابن عيينة، وحماد بن زيد، وحماد بن سلمة لم يرو واحد منهم هذا الحديث عن عاصم، إنما تفرد بروايته أبو حنيفة، وهو غير معروف بصحبة عاصم (١)، وهو حديث منكر خلاف السنة، وقد كان أبو بكر بن عياش من خواص عاصم والمعروفين بصحبته، كتب إلي بعض أصحابنا قال: حدثني أبو قدامة قال: سمعت أبا زيد المدائني قال: سمعت أبا بكر بن عياش يقول: لقيت أبا حنيفة فقلت له: هذا الذي رويت عن ابن عباس في المرتدة إنما هو حديث: من أتى بهيمة قال: فجعل يتلوم ويتشكك لا يقوم عليه (٢).


(١) قلت: هذا الحديث له ثلاث طرق عن عاصم: الأول: تقدم ذكره.
الثاني: طريق أبي حنيفة عن عاصم، وهذا الطريق أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (٧/ ٦٠١ - ما قالوا في المرتدة عن الإسلام)، والدارقطني في "سننه" (٣/ ٢٠١)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٨/ ٢٠٣) من طرق عن أبي حنيفة عن عاصم به.
الثالث: طريق أبي مالك النخعي، عن عاصم به أخرجه الدارقطني في "سننه" (٣/ ١١٨) وقد تابع أبو مالك الثوري، وهي متابعة إلا يفرح بها، فإن أبا مالك النخعي هو عبد الملك بن الحسين متروك الحديث.
وانظر: "تهذيب الكمال" (٣٤/ ٢٤٩).
(٢) لم أقف على هذا النص وقد أخرج الخطيب في "تاريخ بغداد" (١٣/ ٤٤٧) بسنده إلى أبي بكر بن عياش أنه قال في حديث عاصم هذا قال: والله ما سمعه أبو حنيفة قط.

<<  <  ج: ص:  >  >>