للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال أصحاب الرأي (١): يحلف كل واحد منهما على أن لهذا كذا ولهذا كذا، وهذا معنى قول أبي ثور لم يختلفوا في هذه المسألة.

وقال الشافعي (٢) في الرجل يغتصب من الرجل مكيال زيت (فيصبه) (٣) في زيت مثله أو خير منه يقال للغاصب: إن شئت أعطيته مكيال زيت مثل زيته، وإن شئت (أخذ) (٤) من هذا الزيت مكيالا، ثم كان غير مزداد إذا كان زيتك مثل زيته، وكنت تاركا للفضل إذا كان زيتك خيرا من زينه، ولا خيار للمغصوب، لأنه غير منتقص، فإن كان صب ذلك الزيت في زيت شر من زيته ضمن الغاصب له مثل زيته، لأنه قد انتقص زيته بتصبيبه فيما هو شر منه، وإن صب زيته في بان (٥) أو شيرق (٦) أو دهن طيب أو سمن أو عسل ضمن في هذا كله، لأنه لا يتخلص منه الزيت، ولا يكون له أن يدفع إليه مكيالا منه، وإن كان مكيال منه [خيرا] (٧) من الزيت، من قبل أنه غير (الزيت) (٨).

ولو اغتصبه زيتا فأغلاه على النار فنقص كان عليه أن يسلمه إليه وما نقص مكيلته، ثم إن كانت النار تنقصه شيئا في القيمة كان عليه أن يغرم


(١) "المبسوط" (١١/ ١٠٤ - ١٠٥ - كتاب الغصب).
(٢) "الأم" (٣/ ٢٩ - الغصب).
(٣) في "أ": فيصيبه.
(٤) في "أ": أخذت.
(٥) البان: دهن يستخرج من حب ثمرة البان. انظر اللسان، مادة: بون.
(٦) الشيرق لغة في الشيرج وهو دهن السمسم. انظر "إعانة الطالبين" (٤/ ٧١).
(٧) في "ك": خير. والمثبت من "أ"، وهو الجادة.
(٨) سقط من "أ".

<<  <  ج: ص:  >  >>