للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

واحتج الشافعي (١) بخبر أسماء:

٨٥٩ - أخبرنا الربيع، أبنا الشافعي (١)، ثنا ابن عيينة، عن هشام بن عروة، عن فاطمة، عن أسماء قالت: أتت امرأة النبي فقالت: يا رسول الله، إن ابنة لي أصابتها الحصبة فتمزق شعرها أفأصل فيه؟ فقال النبي : "لعنت الواصلة والموصولة" (٢).

قال أبو بكر: وقد أجاب عن هذا بعض أصحابنا ممن يرى أن الشعر طاهر، بأن الخبر الذي فيه ذكر لعن الواصلة والموصولة لم يخص شعر ميت دون شعر حي، ولا شعر حي دون شعر ميت، ولا شعر ما يؤكل لحمه دون ما لا يؤكل لحمه، بل أجابها النبي جوابًا عامًا مطلقًا لم يخص شيئًا دون شيء، فقال: "لعن الله الواصلة والمستوصلة"، فذلك عام مطلق على ما جاء به الخبر، لا يحل لامرأة أن تصل شعرها بشعر شيء مما يؤكل لحمه، ولا مما لا يؤكل حيًا ولا ميتًا على ظاهر الخبر، ليس لأحد أن يخص من ذلك شيئًا دون شيء إلا بخبر عن النبي ، وليس ذلك لنجاسة في الشعر الموصول، ولكنه تعبد تعبد به النساء، وذلك كلعنه النامصة والمتمصة، والواشمة والمستوشمة، والمتفلجة للحسن.

٨٦٠ - حدثنا يحيى بن محمد، ثنا مسدد، ثنا يحيى عن عبيد الله بن عمر، أخبرني نافع، عن عبد الله قال: لعن رسول الله الواشمة والمستوشمة، والواصلة والمستوصلة (٣).


(١) "مسند الشافعي" (ص ٢٢).
(٢) أخرجه البخاري (٥٩٤١) ومسلم (٢١٢٢) من طريق هشام بن عروة به وعند البخاري: (فامرق) وعند مسلم (فتمرق) وهما بمعنى تساقط وتمرط.
(٣) أخرجه البخاري (٥٩٤٧)، ومسلم (٢١٢٤) من طريق يحيى به. وفيه تقديم وتأخير.

<<  <  ج: ص:  >  >>