دينار وأبو حازم، ومنه على جهة التأويل مما لا يلزم المقول فيه ما قال القائل فيه.
وقال الذهبي في "السير"(١١/ ٤٣٢): بكل حال كلام الأقران بعضهم في بعض يحتمل، وطيه أولى من بثه إلا أن يتفق المعاصرون على جَرح شيخ فيعتمد قولهم.
قلت:
وقد اتفق النقاد على إمامة ابن المنذر وعلو شأنه، فبان بهذا معنى قول العقيلي فلا عبرة به. ولذا لم يعبأ الذهبي بهذا الطعن فقال في "الميزان": وأما العقيلي فكلامه من قبيل كلام الأقران بعضهم في بعض مع أنه لم يذكر في كتاب الضعفاء.
وقال أبو الحسن القطان: لا يلتفت إلى كلام العقيلي فيه.
وأما التعقيب الثالث:
ففي دعواه أنه لم ير الربيع ولم يسمع منه، فأنا آتيك بما يرد قوله.
أولًا: ثبت تعاصر ابن المنذر للربيع فقد تقدم أن مولد ابن المنذر في عام (٢٤١) هجرية وولد الربيع (١٧٤) هجرية وتوفي سنة (٢٧٠).
ثانيًا: ثبت لقاء ابن المنذر وسماعه من الربيع، وهذِه أدلتي:
أ - صرح ابن المنذر بسماعه من الربيع في كتابه مئات المرات، وهذِه أمثلة:
٦٤٠٥ - حدثنا الربيع بن سليمان، قال: حدثنا ابن وهب، عن أسامة بن زيد: أن صالح بن كيسان حدثه، عن عقبة بن عامر الجهني: أنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ﴾ ألا إن القوة الرمي - ثلاثا - وإن الأرض ستفتح عليكم، وتكفون المونة، فلا يعجز أحدكم أن يلهو بأسهمه".