للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تلاها نبي الله عليهم، فقال رجل من القوم: هنيئًا مريًا لك يا رسول الله، قد بيّن الله لك ما يفعل بك، فماذا يفعل بنا؟ فأنزل الله بعدها: ﴿لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ﴾ إلى قوله: ﴿وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ (١) (٢).

٦٢٧٩ - حدثنا موسى، حدثنا يحيى، حدثنا وكيع، عن أبي جعفر الرازي، عن قتادة، عن أنس ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (١)(٣)، قال: خيبر" (٤).

وقال الشعبي: نزلت يوم الحديبية، فغفر له ما تقدم عن ذنبه وما تأخر، وبايعوا بيعة الرضوان، وأُطعموا نخيل خيبر، وظهرت الروم على فارس، وفرح المؤمنون بتصديق كتاب الله وظهور أهل الكتاب على المجوس.

وقد اختلف أصحابنا في المعنى الذي له صالح رسول الله أهل مكة عام الحديبية.

فقالت طائفة: إنما صالح قريشًا على جهة النظر لأهل الإسلام من وجوه شتى لكثرة عدد المشركين، وعزمهم على منعه ومن معه من الدخول عليهم، وطلبًا للتفرغ لقتال غيرهم، وأمنًا لمن أراد الدخول في الإسلام، وليتقوى لحربهم فيما يستقبل، وإنما يجوز للإمام مهادنة العدو على النظر لأهل الإسلام إلى مدة معلومة، لا يجوز مهادنتهم إلى غير مدة؛ لأن ذلك يوجب الكف عنهم على الأبد، ولا يجوز


(١) الفتح: ٥.
(٢) رواه مسلم (١٧٨٦/ ٩٧) بنحوه من طرق عن قتادة به، وأصله في البخاري (٤١٧٢).
(٣) الفتح: ١.
(٤) رواه الحاكم في "المستدرك" (٢/ ٤٥٩) من طريق شعبة، عن قتادة به.

<<  <  ج: ص:  >  >>