للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يسلموه للمكروه، وقد أمضى الله لنبيه ما فعل من ذلك، وسمَّاه فتحًا مبينًا.

قال الزهري: انصرف رسول اللّه من وجهه ذلك - يعني غزوة الحديبية - قافلًا، حتى إذا كان بين مكة والمدينة، نزلت سورة الفتح: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا﴾ (١).

٦٢٨٢ - حدثناه علي بن عبد العزيز: قال حدثنا أحمد بن محمد قال: حدثنا إبراهيم، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري.

قال أبو بكر: وقد تبين صلاح ذلك؛ لأن أبا جندل صار من أمره بعد ذلك حين جيء بأبي بصير، واجتمعت العصابة التي اجتمعت، وصار من أمرهم أن قريشًا أرسلت إلى رسول الله يناشدونه بالله والرحم إلا أرسل إليهم فمن أتاه فهو آمن فأرسل إليهم النبي ، فأما من اشتد عليه ذلك من أصحاب رسول الله، ووجدوا من ذلك، فلم يريدوا إلا عز الدين، وكرهوا دخول الضعف والوهن على الإسلام، مع أن الأعلى من ذلك والأفضل تسليم من سلم منهم لما سلم له رسول الله من ذلك، ورضي به، وقد تبين فضل أبي بكر في ذلك على عمر. قال عمر: فأتيت النبي فقلت: ألست بنبي الله حقًّا؟ قال: "بلى! ". قال: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: "بلى! ". قلت: فلم نُعط الدنية في ديننا إذًا؟ قال: "إني رسول الله، ولست أعصيه، وهو ناصري". قلت: أولست كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به؟ قال: "أفأخبرتك (أنا) (٢) نأتيه العام؟ " قال: لا. قال: "فإنك آتيه ومطوف به". قال: فأتيت أبا بكر فقلت: يا أبا بكر، أليس هذا نبي اللّه حقًّا؟ قال: بلى. قلت: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: بلى.


(١) الفتح: ١.
(٢) كذا في "الأصل، ر، ض"، وفي مصادر التخريج: أنَّك.

<<  <  ج: ص:  >  >>