للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يسمى بذلك خاسقا وقليل ثبوته وكثيره سواء، ولا يعرف الناس، إذا وجهوا بأن يقال: هذا خاسق، إلا أن الخاسق ما أحاط به المخسوق فيه، ويقال للآخر: خارم لا خاسقا.

والقول الآخر: أن يكون الخاسق قد يقع بالاسم على ما أوهى الصحيح فخرقه، فإذا خرق منه شيئا قل أو كثر ببعض النصل سمي خاسقا، لأن الخسق الثقب وهذا قد (نفذ) (١) وإن خرم، ولو كان في الشن خرق فأثبت السهم في الخرق ثم ثبت في الهدف كان خاسقا، لأنه إذا ثبت في الهدف فالشن أضعف منه، ولو كان الشن منصوبا فرمى وأصاب، ثم مرق السهم فلم يثبت كان عندي خاسقا، ومن الرماة من لا يعده إذا لم يثبت فيه، وإن أصاب بالقدح لم يحسب إلا ما أصاب بالنصل، ولو أرسله مفارقا للشن [فهبت] (٢) ريح فصرفته فأصاب، حسب مصيبا، ولو كان دون الشن شيء ما كان، دابة أو ثوب أو شيء غيره فأصاب فهتكه ثم مر بحموته حتى يصيب الشن حسب في هذه الحال، لأن إصابته وهتكه لم تحدث له قوة غير النزع إنما أحدث فيه ضعفا، ولو أصاب الشن ثم سقط فانكسر سهمه أو خرج بعد ثبوته حسب [له خاسقا، لأنه قد ثبت] (٢) وهذا كنزع إنسان إياه بعدما يصيب، ولا بأس أن يناضل أهل النشاب أهل العربية وأهل الحسبان (٣)، لأن كلها نبل، وكذلك القسي الدورانية والهندية وكل قوس يرمى عنها بسهم ذي نصل


(١) في "الأم": ثقب.
(٢) من "الأم".
(٣) الحُسبان: سهام صغار يرمى بها عن القسي الفارسية، وقيل هي المرامي. وانظر "اللسان" مادة (حسب).

<<  <  ج: ص:  >  >>