للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٨٠ - حدثنا محمد بن نصر، نا أبو الوليد، نا الوليد، حدثني ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عمرو، عن أبي هريرة أنه قال: إذا كان الماء أربعين دلوًا لم ينجسه شيء (١).

وقالت فرقة خلاف [أكل] (٢) ما ذكرناه، فقالت في الماء الراكد إذا كان في الموضع: إذا حرك منه جانب اضطرب الماء، وخلص اضطرابه إلى الجانب الآخر، فما وقع فيه من نجاسة، نَجَّس لوقوعها فيه، وإن لم تتبين النجاسة فيه، وإن كان الماء في غدير واسع، أو مصنعة (٣) واسعة عظيمة، إذا حرك طرفه لم يتحرك الطرف الآخر، ولم يخلص بعض الماء إلى بعض، لم ينجسه ما وقع فيه من النجاسات إلا أن يتغير طعمه أو لونه أو ريحه، حكي هذا القول عن أصحاب الرأي (٤).

وقالت طائفة: قليل الماء وكثيره لا ينجسه شيء إلا أن يغلب عليه النجاسة بطعم أو لون أو ريح، هذا قول يحيى القطان، وعبد الرحمن بن مهدي.

وقد روينا [أخبارًا] (٥) عن الأوائل تدل على أن الماء لا ينجسه شيء،


(١) ذكره البيهقي في "سننه الكبرى" (١/ ٢٦٣) من طريق ابن لهيعة به.
(٢) من "د".
(٣) المصنعة: كالصنع الذي هو الحوض أو شبه الصهريج يجمع فيه ماء المطر، قال الأصمعي: وهي مساكات لماء السماء يحتفرها الناس فيملؤها ماء السماء يشربونها. "لسان العرب" مادة صنع.
(٤) "المبسوط" للسرخسي (١/ ١٩٠ - باب الوضوء والغسل).
(٥) في "الأصل": أخبار. والمثبت هو الجادة.

<<  <  ج: ص:  >  >>