للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال أبو بكر: وقد أجاب عن بعض هذه العلل بعض أهل الحديث فقال: يحتمل أن يكون شبه عليه هذا الكلام، لأن أحدا لم يأت به غيره، لأن الناس قد حدثوا بهذا الحديث عن ابن جريج، ولم يذكر هذا الكلام غيره (١)، ويجوز أن يكون الزهري حدث ثم نسيه، كما نسي سهيل حديثه في اليمين مع الشاهد (٢)، فكان يحدث به بعد عن ربيعة عن نفسه، وهذا


= "الإحكام في أصول الأحكام" (١/ ٤٦٠، ٤٦١). ونقل السيوطي عن ابن عبد الهادي ردًا على ذلك فقال: قال الحافظ شمس الدين بن عبد الهادي … واعترض ابن طاهر على الحديث بتقريره على الراعي وبأن ابن عمر لم ينه نافعًا، وهذا لا يدل على إباحة؛ لأن المحظور هو قصد الاستماع لا مجرد إدراك الصوت؛ لأنه لا يدخل تحت تكليف فهو كشم مُحْرِمٍ طيبًا، فإنما يحرم عليه قصده لا ما جاءت به ريح لشمه، وكنظر فجأة بخلاف تتابع نظرة فمحرم، وتقرير الراعي لا يدل على إباحة؛ لأنها قضية عين فلعله سمعه بلا رؤية أو بعيدًا منه على رأس حبل أو مكان لا يمكن الوصول إليه أو لعل الراعي لم يكن مكلفًا فلم يتعين الإنكار عليه. أ. هـ نقل ذلك صاحب "عون المعبود" عن السيوطي من "مرقاة الصعود"، وبمثل هذا الرد قاله ابن القيم في كتابه القيم "كشف الغطاء عن حكم سماع الغناء" (٧/ ١٨٢) فراجعه غير مأمور فإنه هام (ص ٢٧٠).
(١) ودافع أهل العلم عن تفرد ابن علية فيه، وانظر: "علل الحديث" لابن أبي حاتم (١/ ٤٠٨)، و "علل الدارقطني" (٥/ ١١٠٢).
(٢) أخرجه الترمذي (١٣٤٣)، وابن ماجه (٢٣٦٨)، وأبو داود (٣٦٠٥) وقال: زادني الربيع بن سليمان المؤذن في هذا الحديث قال: أخبرني الشافعي عن عبد العزيز قال: فذكرت ذلك لسهيل فقال: أخبرني ربيعة وهو عندي ثقة أني حدثته إياه ولا أحفظه، قال عبد العزيز: وقد كانت أصابت سهيلا علة أذهبت بعض عقله ونسي بعض حديثه، فكان سهيل بعد يحدث عن ربيعة عنه عن أبيه. والحديث ذكره السيوطي في رسالته "تذكرة المؤنس فيمن حفظ ونسي" (ص ٢٨). وأصل الحديث عند مسلم من طريق ابن عباس (١٧١٢) ولفظه "أن رسول الله قضى بيمين وشاهد".

<<  <  ج: ص:  >  >>