للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إنما صنعت ذلك ليراني أحمق مثلك، فيسألني فأخبره كنا مع رسول الله عام الفتح، أقبلنا حتى إذا كنا بالقاحة (١) قال: "من رجل ينطلق إلى حوض الأثاية (٢) [فيمدره] (٣) ويلوط فيه [وينزع] (٤) لنا حتى نأتيه؟ " فقلت: أنا رجل، وقال جبار بن صخر: أنا رجل، فانطلقنا حتى أتيناها أصلا فمدرناه ونزعنا فيه، حتى أن الماء ليسيل من شفتيه، ووضعنا رءوسنا حتى [ابهار] (٥) الليل، فإذا رجل على راحلته، وهي تنازعه إلى الحوض وهو يكفها بزمامها حتى إن فقارها لتصيب الواسط (٦)، فسلم ثم قال: [أتأذنان؟] (٧). قلنا: نعم، فإذا رسول الله فأرخى لها فشربت، ثم قال: "يا جابر، قد بي البطحاء"، فقدت به، فنزل رسول الله ، حتى إذا فرغ من حاجته جئته بماء في ميضأة فتوضأ، ثم قام فصلى في ثوب واحد مخالف بين طرفيه، فصلى ثلاثة عشر ركعة من الليل كله (٨).


(١) قال في "النهاية" (٤/ ١١٩): هو اسم موضع بين مكة والمدينة، على ثلاث مراحل منها. وهو من قاحة الدار: أي: وسطها مثل ساحتها وباحتها.
(٢) قال في "النهاية" (١/ ٢٤): " … الأُثَاية الموضع المعروف بطريق الجُحفة إلى مكة، … وبعضهم يكسر همزتها".
(٣) في "الأصل" فيعدره. والتصويب من المصادر، والمعنى: يطينه ويصلحه.
(٤) في "الأصل": وينزح. والتصويب من المصادر.
(٥) في "الأصل": أنهار. والتصويب من المصادر. قال في "النهاية" (١/ ١٦٥): " ( … ابهار الليل) أي: أنتصف وبُهْرة كل شيء وسطه. وقيل: أبهار الليل إذا طلعت نجومه واستنارت، والأول أكثر".
(٦) الواسط: هو طرف الرحل مما يلي رأس البعير. وانظر: "لسان العرب" مادة (وسط).
(٧) في "الأصل": أتاذنا. والمثبت من "صحيح مسلم".
(٨) أخرجه أحمد (٣/ ٣٨٠)، وابن نصر في "مختصر قيام الليل" (ص ٥٢)، وابن أبي=

<<  <  ج: ص:  >  >>