للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إلى التشبيه إلا من عاداه. قال أبو جعفر المالقي، في "تاريخه": فيه نظر.

وكان قوم بالأندلس يتحاملون عليه، وربما كذبوه.

قلت: وأهل البلد أدرى ببلديِّهم.

وسئل القاضي محمد بن أحمد بن يحيى بن مفرج عنه فقال: لم يكن كذَّابًا ولكن كان ضعيف العقل.

قلت: فكان ماذا؟!! ونفي الكذب لا يعني العدالة بل هو أقرب إلى الضعف.

وقال عبد الله بن يوسف الأزدي؛ يعني ابن الفرضي: كان مسلمة صاحب رقى ونيرنجات (١). وحفظ عليه كلام سوء في التشبيهات.

وجه آخر: لو سلمنا بعدالة مسلمة وصحة اعتقاده.

فإن ما قاله يؤكد ضعف عقله وعدم اطلاعه بدقة على ما كتبه ابن المنذر.

فمن العجب أن يقول: كان لا يحسن الحديث .. وبينما نرى النووي يقول: له من التحقيق في كتبه ما لا يقاربه أحد، وهو في نهاية من التمكن في معرفة صحيح الحديث وضعيفه وله عادات جميلة في كتابه "الإشراف" أنه إن كان في المسألة حديث صحيح قال: ثبت عن النبي كذا أو صح عنه كذا، وإِن كان فيها حديث ضعيف قال: رُوِّينا أو يروى عن النبي كذا، وهذا الأدب الذي سلكه هو طريق حذاق المحدثين، وقد أهمله أكثر الفقهاء، وغيرهم من أصحاب باقي العلوم.

ثم له من التحقيق ما لا يدانا فيه، وهو اعتماده ما دلت عليه السنة الصحيحة عمومًا أو خصوصًا بلا معارض فيذكر مذاهب العلماء، ثم


(١) النيرنج: أخذ السحر. وانظر: "المعجم الوسيط".

<<  <  ج: ص:  >  >>