للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي قلوة جميع مرافق الدولة، وشوارعها مزفتة نظيفة، وبناياتها حديثة، وقد تأسست إمارتها سنة ١٣٥٣ هـ.

دخلنا الإمارة في بناء فخم يذكرك بأنك في مدينة عمرية، وصعدنا إلى الدور الأول فوجدنا أميرها الشاب: عبد الله بن سعد الدوسري، وكان الهاتف أمامه، مما يدل على أن قلوة متصلة بمدن المملكة هاتفيا.

وعلمنا من الأمير أن كل مرافق الدولة متوفرة في قلوة، وقال: تتبعها من القرى (١٥٧) قرية و (٣٠) مدرسة بنين لجميع المراحل، (و ٣٥) مدرسة بنات لجميع المراحل، ومعهد معلمات، وكان لقلوة سوق أسبوعي، وسكان زهران، الأحلاف خاصة، وبني يوس (بني الأوس) (١).

وتقع قلوة على رأس وادي دوقة، وسمى واديها (دوقة الأحلاف) (٢).

[الخلف والخليف]

وشمال قلوة بما يقرب من خمسة أكيال واجهتنا قرية أثرية ذات مبان قديمة، من الحجر الجاف الذي لم تستعمل النورة فيه، ولكنه بناء محكم، وقد خليت من أهلها، فهي خاوية على عروشها، هذه القرية كتب عليها (الخليف)، والخلف والخليف- هكذا تذكران متصاحبتان- كانت عامرة في القرن السابع الهجري وما حولها، إذ جاء في (شفاء الغرام) أن بعض أشراف مكة إذا ضيق عليه من الدولة لجأ إلى الخلف والخليف- وفي الواقع أن مكانها من الاستراتيجية بحيث يصعب في تلك العصور الوصول إلى من يلجأ إليه، ويبدو أنها تعرضت للتدمير في زمن لا نستطيع تحديده في هذه العجالة، وأن قلوة -وهي البلد الذي لم نجد له ذكرا قديما- فقد قامت على أنقاض الخلف والخليف، ويذكر مشاييخ دوقة أن جدهم إبراهيم جاء من الخليف، وقال بنو عمهم مشاييخ حلي على أن ذلك على قرابة ٩ جدود (٣٦٠) سنة، فربما كان أهون من خراب الخلف والخليف.


(١) قينان الزهراني، كتاب زهران ص ٨٧.
(٢) انظر بين مكة واليمن للبلادي.

<<  <  ج: ص:  >  >>