كانت قبيلة شهران العريضة كغيرها من قبائل الجزيرة، قد عاشت السنين الماضية وقبل الحكم المسعودي الراشد حياة شاقة ومريرة، عانى فيها النّاس ألوانا من الحروب والفتن والقتل والنهب، وعاشوا الخوف والهلع مع الجوع والفاقة، فكثيرا ما يغزو رجل من قبيلة إلى قبيلة أخرى ليقتل وينهب في خفاء الليل، وربما تشن الغارة قبيلة على أخرى فيقتلون وينهبون.
ويكثر الفرسان في هذه القبائل، كما يشتهر فيها فرسان أشداء يضرب بهم المثل، وكثيرا ما نسمع بقصص هي أقرب للخيال منها للحقيقة لأولئك الفرسان.
ومع قوة تلك القبيلة وشدة بأسها، فقد كانت من أكثر القبائل حبا للسلام ولتطبيق الشريعة الإسلامية، وكانوا أول المرحبين بالحكم المسعودي في المنطقة، فكانوا جنوده الأوفياء المخلصين لعلمهم أنه الحكم الإسلامي العادل والبعيد عن التعصب والانحياز.
وقد عاشت تلك القبيلة حقبة من الزمن وهي تتخبط في دياجير الظلمات مشاركة قبائل الجزيرة العربية حياتها العصيبة حينما كانت ترزح تحت وطأة الحكومة