للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلما اشتد الكرب بالمسلمين أرسل سعد إلى (عاصم بن عمرو): يا معشر بني تميم: أما عندكم لهذه الفيلة من حيلة، قالوا: بلى والله، ثم نادى عاصم في رجال من قومه: يا معشر الرماة. ادفعوا ركبان الفيلة عن المسلمين بالنبل، وأنتم يا ذوي السيوف استدبروا الفيلة فقطعوا وضنها - حبال رحالها - وخرج يحميهم ورحا الحرب تدور على أسد، فأقبل التميميون على الفيلة، فأخذوا بأذناب توابيتها فقطعوا أربطة رحالها، وانهالوا عليها ضربا، فارتفع عواؤها، فما بقي لهم فيل إلا عوى وقتل أصحابها فارتدوا علي بني أسد، ويسمى هذا اليوم وهو اليوم الأول بيوم (أرماث).

[٢ - زهرة بن حوية التميمي]

كان في الجاهلية ملك هجر، وأما في الإسلام فقد كان بطل القادسية والمسلمين سنة ١٤ هـ (١).

ففي معركة القادسية (٢) أمر الخليفة الثاني عمر بن الخطاب فققد سعد بن أبي وقاص القيادة العامة لجيوش المسلمين في بلاد الفُرس، فأمر الأمراء وجعل الرايات لأهل السابقة، وفي المقدمة زهرة التميمي، ومعه ٣٠٠٠ من بني تميم، فلما انتهى إلى العذيب بعث بسرية من الجيش للإغارة على الحيرة، فصادف أخت المرزبان حاكم الفُرس تزف إلى العذيب بعث بسرية من الجيش للإغارة على الحيرة، فصادف أخت المرزبان حاكم الفُرس تزف إلى زوجها فحملوا الأثقال والعروس في ٣٠ امرأة و ١٠٠ من التوابع ومعهم ما تجل قيمته عن التقدير، فقسمه القائد العام بين المسلمين.

بعد ذلك سار رستم قائد الفُرس إلى ساباط في ٦٠٠.٠٠٠ من الجنود وعلى مقدمته الجالينوس في ٦٠٠.٠٠٠ أخرى غير كبار الضباط ومعهم من الأسلحة ما لا عهد للعرب بمثله، و ٣٣ فيلا، فلما وصلوا إلى القادسية حيال العسكر الإسلامي كاد الخوف يختلع قلوب المسلمين لكثرة أعدائهم لولا أن أنزل الله السكينة على قلوبهم، وألقى الرعب في قلوب أعدائهم، فأرسل رستم وهو القائد


(١) أعلام تميم لحسين حسن ص ٢٧٢.
(٢) بنو تميم ومكانتهم في الأدب والتاريخ ص ٢٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>