للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفوايد والجوازي وليس للأخيرة وحدها، أما الهنادي فالبعض يقول: إنهم اشتركوا في هذه الواقعة لأخذ ثأرهم من أولاد علي الذين سبق أن هزموهم وأخرجوهم من البحيرة والصحراء الغربية إلى الشرقية، ولقد كانت شخصية عمَّار المصري في ذلك الوقت أقوى الشخصيات القَبَلية، ولذلك كان هو القائد العام للمعارك في ذلك الوقت سواء كانت معارك لقبيلة الجوازي وحدها أم معارك قد يشارك فيها قبائل أخرى من السعادي.

[رواية أخرى في حروب الجوازي وأولاد علي]

يروي (١) أولاد علي أن الهنادي ذهبت تشكو للخديوي سعيد مما فعله فيها أولاد علي وطردها لهم من البحيرة إلى الشرقية، فانتهز الخديوي هذه الفرصة للإيقاع بين القبائل، فأرسل رسوله إلى قبيلة الجوازي يخبرهم أنه سيعفيهم في دفع الجزية إذا هاجموا قبيلة أولاد علي وأن ينصروا الهنادي عليهم، وفي نفس الوقت طلب الخديوي من قبيلة الهنادي النزول على قبيلة الجوازي وطلب معاونتهم في حربهم ضد أولاد علي، واتفق الجواري والهنادي على حرب أولاد علي ونجحت الخطة التي رسمها سعيد باشا للوقيعة بين قبائل السعادي المصرية وفعلًا قامت الحرب في منطقة تسمى أبو الزرازير قرب الدلنجات (بحيرة) وكانت المعركة في رمضان وانهزم الجوازي والهنادي في هذه المعركة، ولما علم الخديوي سعيد بهذا النصر لأولاد علي طلب منهم التوجه إلى صعيد مصر للقبض على عمار بيك المصري زعيم الجوازي، ويقال: إن أولاد علي أخبروا الجوازي بما طلبه منهم الخديوي وأنهم ليسوا في نيتهم مواصلة القتال وإراقة الدماء بين السعادي، وفعلًا ذهب وفد من أولاد علي لمقابلة الجوازي واستقبلهم الجوازي استقبالًا حسنًا وتعهَّد أولا علي بضمان هجرة عمَّار بيك المصري زعيم الجوازي إلى برقة ليأمن مِنْ شر


(١) عن رحلة الألف عام لأولاد علي لخير الله فضل عطيوة، وقد سمى كتابه هكذا؛ لأن عرب بني سُليم أتموا ألف سنة منذ هجرتهم من الجزيرة العربية في أواخر القرن الرابع الهجري إلى مصر ثم نزوحهم عام ٤٤٢ هـ إلى بلاد المغرب العربي (شمال إفريقيا).

<<  <  ج: ص:  >  >>