في عهد رسول الله ثم الخلفاء الراشدين، ولم يكن إسلام طيئ دفعة واحدة بل كان في فترات، وقد خص رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رموزًا من طيئ في خطابات دعوة وإقطاع.
وبعد أن دخلت قبيلة طيئ في الإسلام ساهمت في حمل راية الجهاد وأسهمت في الفتوحات تحت قيادة قادة الفتح والجهاد من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في عهد الخلفاء الراشدين.
وعندما ارتدت بعض القبائل العربية بعد موت الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ظلت طيئ متمسكة بالدين مناصرة له واقفة في طليعة الجيوش التي أخمدت ردة تلك القبائل في بزاخة مع بني أسد وغير ذلك، وفي الفتوحات كان لهم سبق في جيش خالد ابن الوليد - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - في العراق.
ويذكر ابن عبد البر بسنده أن طيئا ثبتت على دينها وافية لعقيدتها وكان عديّ بن حاتم أول من ورد المدينة بالصدقة على أبي بكر - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - بعد موت الرسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في حين أنهب الآخرون ما لديهم من الصدقة عندما علموا بموت رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، واستشهد البعض بقول علي بن أبي طالب - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عندما قال لوفد طيئ الذين وفدوا عليه راغبين في الخروج معه:"جزاكم الله خيرًا فقد أسلمتم طائعين وقاتلتم المرتدين ووفيتم بصدقات المسلمين"(١) ومواقف قبيلة طيئ في نصرة الإسلام والجهاد أكثر من أن تتسع له هذه النتف فقد أسهب في ذكرها الإخباريون وكتاب السيرة كابن هشام والطبري وابن حجر وابن الأثير والواقدي وغيرهم ممن دونوا تاريخ وتراث العرب قبل الإسلام وبعده.
[شعر القبيلة]
ولما كان الشعر من الأمور التي اهتمت العرب بها منذ أقدم العصور سواء كان ذلك في جاهليتهم أو حتى بعد أن شرفهم الله بالإسلام وجعلهم خير أمة أخرجت للناس، فإن قبيلة طيئ كسائر القبائل التي عاصرتها استخدمت الشعر