لدعوة الشيخ كريم له بتناول القهوة العربية في منزله الكائن في مزرعته أم قف جنوب غرب تبوك على مسافة ثلاثة كيلو مترات، وأثناء عودة جلالته مر بمضارب القبيلة وشرَّف شيوخها وأعيانها، وقد سعد الجميع بلقاء جلالته الذي أنعم عليهم بالهبات أسوة بعادة والده الموحد يرحمه الله. وبقي لهذه الزيارة عظيم الأثر في نفوس أبناء قبيلة بني عطية شيبًا وشبانًا.
[معونة ملكية تقي القبيلة من الهلاك]
تعرضت منطقة تبوك إلى جفاف شديد عام ١٣٧٨ هـ هلكت الأنعام خلالها حتى سميت بسنة العظام لكثرة ما هلك من المواشي فيها، وقد ساءت حالة قبيلة بني عطية وازداد عدد أفراد القبيلة الذين اضطروا لقصد المدينة بحثًا عن أسباب الرزق وأذعن أغلبيتهم للاستيطان. وقد فطن الشيخ سليم أبو دميك لأوضاع القبيلة الصعبة وطلب العون من الله ثم مقام جلالة الملك سعود شارحًا ما حل بهم من حاجة وعوز، وكانت هذه الظروف شبه شاملة لمناطق المملكة فصدر أمر الملك بصرف معونة لقبيلة بني عطية والقبائل المجاورة، واستمر صرفها لمدة سنتين من المواد الغذائية والملابس وكانت هذه المعونة بمثابة الغيث أنقذ الله بها كثيرًا من الأسر من الفناء، وعندما توقفت كرر الشيخ كريّم الرجاء للملك مفيدًا أن الأحوال لا زالت صعبة فأمر الملك ثانية بصرف المعونة نقدًا وقد ساعد ذلك كثيرًا من الأسر على إقامة مساكن مؤقتة من الدشم ليقوا أبناءهم حر الصيف وبرد الشتاء.
وكما هو معروف فإن الكوارث تخلق المعجزات فقد تحمل أبناء القبيلة ما حدث وأذعن غالبيتهم للتوطن وانطلق التغيير الاجتماعي إذ بدأوا بطرق أبواب التعليم الذي هو مدخل الرقي والتحضر، وكافح الرجال والتحقوا بالوظائف الحكومية وأخذوا يعملون في عروض التجارة واستمرت أوضاعهم في التحسن وثبت للشيخ سليم أبو دميك والشيخ كريِّم بن عطية -رحمهما الله- أنهما كانا محقين عندما توجها إلى الرياض عام ١٣٤٢ هـ لمبايعة الملك عبد العزيز (طيب الله ثراه) باسم هذه القبيلة