للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فصل عن تاريخ قبائل قيس عيلان في الواد سوف وما صاقبها من البلاد المغاربية انتقال عدون إلى الجردانية]

بعد أن كان بنو عدوان (١) مع بني هلال وسُلَيْم بنواحي الكاف والقيروان في تونس ضاقت عنهم المجالات لكثرة عددهم، وكانوا قبيلة عظيمة لا تبارى ولا تجارى، فانتقل بعضهم يرتدون الفلوات من موضع إلى آخر حتى وصلوا الجردانية فأعجبتهم فأرادوا سكناها مع من فيها من البربر فمانعوهم ووقع بين الفريقين عدة مناوشات كان النصر فيها حليف عدوان. وانجلي ساكنوها وتفرقوا أيدي سبأ في الآفاق وذلك في حدود عام ٦٠٠ هـ/ سنة ١٢٠٤ م (٢).

قال الشيخ العدواني: أتى عدوان إلى الجردانية فحاربوا الزناتية وأخرجوهم منها ونزلوا منزلهم.

وقال ابن خلدون: عدوان بطن متسع كانت منازلهم القديمة بالطائف من أرض الحجاز. ثم غلبتهم عليها ثقيف فخرجوا إلى تهامة.

وكان دمنهم عامر بن الظرب بن عمر بن عباد بن يشكر بن عدوان، حكم العرب في الجاهلية. وكان منهم أيضا أبو سيارة الذي يدفع الناس في الموسم. ومنهم بإفريقيا لهذا العهد أحياء بادية بالقفر يظعنون مع بني سُلَيْم تارة ومع رياح من هلال بن عامر أخرى.


(١) عدوان بن عمرو بن قيس عيلان ما زال لهم بقية حول الطائف بالحجاز منبعهم الأول، ومنهم قبيلة في شمالي الأردن.
(٢) كان ذلك في عهد بدأت فيه بوادر انحطاط الدولة الموحدية التي تلاها تدهور الخلافة وسقوطها وانتهى الأمر بانقسام المغرب العربي إلى ثلاث دول: دولة بني مرين في المغرب الأقصى، ودولة بني عبد الوادي في الجزائر، ودولة بني حفص في تونس، وقد أحدث هذا الانقسام نوعا من الصراع المستمر بين هذه الدول فاستغل الإسبان هذه الفرصة لشن غاراتهم على ثغور الجزائر تمهيدا لاحتلالها فاستنجد أهل الجزائر بالأتراك لدفع خطر الاحتلال الإسباني، وبعد معارك استطاع بابا عروج أن يجلي الإسبان عن الثغور الجزائرية سنة ١٥١٦ م.

<<  <  ج: ص:  >  >>