للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[بطولاتهم تحت ظلال السيوف في الإسلام]

إذا كان بنو تميم فاتهم بعض السبق إلى الإسلام في أول بزوغه لبعد مواطنهم عن بلاد بدء الدعوة التي قام بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إلا أن منهم أفرادًا كثيرين ابتسم لهم الحظ فانضموا تحت لوائه في ضحي الإسلام مثل الصحابي الجليل خباب (١) بن الأرت وقد تقدم بعض بلائه في فجر الإسلام وابنه الشهيد عبد الله بن خباب بن الأرت وابنته السيدة زينب بنت خباب بن الأرت، ومثل الأقرع بن حابس الدارمي فإنَّه شهد فتح مكة وحنينا والطائف وشهد مع شرحبيل ابن حسنة التميمي دومة الجندل كما شهد مع خالد بن الوليد حرب العراق وفتح الأنبار، وكذا الصحابي الجليل ذؤيب بن شعثم العنبري - العمروي التميمي، فإنَّه غزا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاث غزوات، والأسود بن سريع فإنَّه غزا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - أربع غزوات.

[اشتراكهم في حروب الردة]

اشترك كثير من أبطال بني تميم بصفاتهم الشخصية في حروب الردة وأسهموا فيها كثيرًا من دمائهم وأرواحهم مثل أعبد بن فدكي - السعدي فإنَّه كان مع خالد بن الوليد في قتال المرتدين وكان له بلاء حسن، وحصين بن هريم فإنَّه لم يسعد بانتظامه في سلك الصحابة بل كان من التابعين ولم يكن يعلم باشتعال نيران الحرب إلا بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أسهم فيها وفي مصارعة المرتدين وبعثه الصحابي الزبرقان بن بدر إلى الحكم بن الطفيل يحذره الارتداد ويدعوه إلى الثبات على الإسلام.

[في فتح الفرس والروم واليونان]

[١ - فتح الحيرة]

أول الأنباء التي وصلتنا (٢) عنها أنه لما استقام الأمر لخالد بن الوليد أراد أن


(١) انظر: بني تميم ومكانتهم في الأدب والتاريخ ص ٢١٣.
(٢) انظر: بني تميم ومكانتهم في الأدب والتاريخ ص ٢٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>