ولكن كما نعلم أن أشعار العرب لم تدون كلها وضاع منها الكثير فقد ضاع من أشعار هذه القبيلة الشيء الكثير كغيرها من القبائل لو تتبعنا كتب التاريخ والأدب لم نجد سوى القليل من شعراء هذه القبيلة دُون لهم بعض الأشعار والأخبار، ولكنها أشعار مبعثرة مفرقة في بطون الكتب لا يجمعها كتاب واحد ولا يستطيع الباحث من خلالها أن يحكم على شخصية أصحابها كشعراء، ومن هذا المنطلق فإني أورد ما وجدت لهذه القبيلة من المثحعر ولكن دون تحليل أو تفسير إنما أنقله كما وجدته. ومن هؤلاء الشعراء:
[١ - أنس بن مدرك الأكلبي]
شاعر مشهور وبطل مقدام وصحابي جليل، ترجم له ابن حجر فقال: هو أنس بن مدرك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن العتيك بن جابر بن عامر ابن تيم الله بن مبشر بن كلب الخثعمي يكنى أبا سفيان، ذكره أبو حاتم السجستاني في المعمرين فقال: كان سعيد خثعم في الجاهلية وفارسها وأدرك الإسلام فأسلم وعاش مائة وأربعة وخمسين سنة وقال لما بلغها:
إذَا امرُؤٍ عَاشَ الهُنيدةَ سالما … وخمسين عاما بعد ذاك وأربعا
تَبَدل مُرُّ العيشِ من بعد حلوه … وأوشك أي يبلى وأن يتسعسعا
رهينة قعر البيت ليس يريمه … لعاثاويا لا يبرح المهد مضجعا
يخبر عمن مات حتى كأنما … رأى الصعب ذا القرنين أو رأى تبعا
وقال غيره: تزوج خالد بن الوليد بنته فأولدها عبد الرحمن وعبد الله والمهاجر، وقال المررباني: كان أحد فرسان خثعم في الجاهلية ثم أسلم.
وقام بالكوفة وهو القائل:
أمشي الحروب وسربالي مضاعفة … تغشى السنان وسيفي صارم ذكر
وأخباره في الجاهلية كثيرة، منها ما حكاه أبو عبيدة في الديباج عن المنتجع ابن نبهان قال: كان السليك بن سلكة الشاعر المشهور يعطي عبد الملك بن مويلك الخثعمي إتاوة غنيمة على الجيرة فمر قافلا من عزوة له فإذا بيت من خثعم ونفره