للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد العزيز أسوة ببقية عشائر القبيلة فإنه سيغير عليهم وينهب حلالهم ويقتل رجالهم. وهنا خضعوا للأمر الواقع واتجهوا إلى مورد المعظَّم ودفعوا الزكاة المقررة عليهم أسوة بعشائر بني عطية الأخرى، وقد قالت امرأة من إحدى تلك العشائر بهذه المناسبة البيت التالي محذرة رئيس العشيرة بأن لا يبيع فرسه فلربما يحتاجها لملاقاة خيل الشيخ:

يا خي يا سليم لا تبيع المهرة … خيل كريّم مكمنة بالثغرة (١)

[فتح الحجاز وآثاره على سكان تبوك]

عندما كان الملك عبد العزيز -رحمه الله، في الأحساء يراقب مؤتمر الكويت منتظرًا نتائجه كان الشريف حسين بن علي قد وصل إلي عمان بالقطار الذي يحمله إلي العاصمة في ٨ جمادي الثانية عام ١٣٤٢ هـ الموافق ١٧ كانون الثاني سنة ١٩٢٤ م ليشرف -كما قال- على جميع البلاد المقدسة ويزور الأماكن التي يوجد فيها مراكز للحكومة ويوطد السيادة العربية في الشرق العربي. وقد نودي بالشريف حسين خليفة للمسلمين، وأميرًا للمؤمنين، حيث بايعه السوريون، والفلسطينيون، ورؤساء القبائل في الأردن وفريق من العراقيين والحجازيين الذين كانوا معه. وفي غرة ذي القعدة عام ١٣٤٢ هـ عقد في الرياض اجتماع برئاسة الإمام عبد الرحمن الفيصل آل سعود (والد الملك) حضره العلماء ورؤساء القبائل والملك عبد العزيز، وقد أطلق في هذا المؤتمر يد الملك عبد العزيز فيما يراه مناسبًا لصيانة حقوق نجد وفتح الطريق إلي مكة وقد خطب عبد العزيز في هذا المؤتمر مخاطبًا العلماء والإخوان" "نحن لا نود أن نحارب من يسالمنا ولا نمتنع عن موالاة من يوالينا، ولكن شريف مكة كان دائما تعلمون يزرع بذور الشقاق بين عشائرنا، وهو الوارث من أسلافه بغضنا، ومع ذلك بذلت كل ما في وسعي لحل المشاكل التي بيننا وبين الحجاز بالتي هي أحسن، وكنت كلما دنوت من الحسين تباعد، وكلما لنت له تجافى، إي ورب الكعبة لست أرى في تطور الأمور ما ينعش الأمل. بل أرى الأمور تزداد شدة وارتباكًا، ولا يحسن الاستمرار في


(١) الثغرة: سيل وادي ضم غرب تبوك.

<<  <  ج: ص:  >  >>