وأراد أن يستفزها فقال هذا البيت وهو من نوع المباغتة "سيلي جاش، تعداش، سيل يطم الجرفان" فقالت: "سيلك جاني، تعداني، أنا الدهناء والصمان، وأنا جافورة ندقان" فما لبث إلا أن انصرف، دون أن يرد (*).
[عذيبة يشكي المعادي خطرها]
كان الشاعر/ فهيد بن مريح القحطاني، مع آل عذبة، وأقام معهم مدة ليست بالقصيرة، وقد وجد عندهم كل محبة وتقدير، وكانوا يعتبرونه منهم، وكان له الأولوية في كل شيء وكان يقدم في صدر المجلس دائمًا، وكانت صبة القهوة الأولى له، وكانوا يقلطونه على الكرامة أولا أن يذكر هذا التقدير في هذه الأبيات، فأنشد هذه القصيدة:
لي فاطرٍ كثرت فيها الأشاوير … يوم أكتسى بالتي عالي ظهرها
يا زينها مع الحلفات يبرى لها ضير … ولا إلى هاج الجمل ما شطرها
يا زينها في خايعٍ له نواوير … لادرّعوا جرد المهر في شهرها
ترعى (بآل جفيش) ربعٍ مناعير … (عذبيةٍ) يشكي المعادي خطرها
قصيرهم إلى جرى له تعاثير … يمشي وينزل ما زما من قورها
لو كان تلحقهم عليه المخاسير … حمّاله ما جاءه في محتظرها
[شيخ ومارث شيوخ ترذي النيب]
كان الشاعر سالم بن خرمان آل ضاعن وهو من قبيلة العجمان مع آل جابر آل مرة. وكان الشاعر في منزل الأمير (حمد المرضف) ضيفا مكرمًا معززًا طيلة إقامته معهم، وقد مكث معهم مدة ليست بالقصيرة، فقد دل البيت العشرون من قصيدته أنها قد طالت إقامته في بيت الأمير حمد المرضف.
وأراد الشاعر أن يترجم أحاسيسه إلى أبيات تبين ما كان يلاقيه من حسن الضيافة والكرامة والتقدير عند آل جابر فأنشد هذه القصيدة:
يا من يقرّب إلينا عود المصاليبي … خلوا (سهيل) لمسرى الجيش ماريه
ارب ركب النضا يبرد لواهيبي … حيث عيني (لنجران) شقاويه
(*) رواية محمد بن حمد المعنس.