هذه المقولة قديمة جدًّا، ويقال كذلك (البل رفقها مري)، وعندما يكون (المري) مرافقًا للإبل فإنها تكون في مأمن من القوم (خصوصًا عندما يكون أولئك القوم من آل مرة). ومن منطلق هذه المقولة جاءت هذه القصة النادرة الغاية في الشهامة والشيمة. كان رجل من قبيلة آل مرة قد جلا عند قبيلة الدواسر المعروفة، ووجد عندهم كل كرم وترحيب وحسن ضيافة، إلى درجة أنهم اعتبروه أحدهم وزوجوه من بناتهم، وبعد مرور فترة من الوقت وبعد وساطات و (جاهيات) من آل مرة يرجون رجوعه لقبيلته، قرر الرجوع لآل مرة ورجع، وكانت امرأته في ذلك الأثناء حُبلى، وبعد أشهر من سفر زوجها لآل مرة وقبل أن تضع طفلها عرضت على أخيها أن يوصلها لزوجها، فقبل أخوها طلبها وجهز ذلولين وتوجها لديار آل مرة، وفي أئناء الطريق صادفا في طريقهما حملة متجهة إلى الأحساء، وهذه الحملة عليها ما غلى ثمنه وخف وزنه من الذهب والفضة، فاستأذنا من أمير الحملة ليصحبوهما طيلة الطريق فوافق، وبعد أن أسدل عليهم الليل ستاره شعرت المرأة بآلام الوضع، وفي الصباح قال أخ المرأة لأمير الحملة:"أستأنفوا مسيركم فنحن اليوم لا نستطيع إكمال سفرنا معكم". فأمر أمير الحملة حملته بالتحرك، وبعد أن ابتعدت الحملة شيئًا قليلا رأى أمير الحملة أنه من غير اللائق أن يتركوا خويهم وأخته، فأمر الحملة بالرجوع ونزلوا في مكانهم لمدة يومين، وفي أثناء إقامتهم وضعت المرأة مولودها وكان (ذكرًا)، ثم أستأنفوا سفرهم جميعًا، ولكن كانت المفاجأة، وهي أنه أقبل عليهم قوم مدججين بالسلاح يريدون الحملة وما عليها من الذهب والفضة، فتذكرت المرأة المقولة فقالت لأخيها: اذهب إلى القوم، فان كانوا من آل مرة فقل (الحملة رفقها مري) وهي تقصد طفلها الوليد، فأقبل عليهم وقال لهم:"هل أنتم من آل مرة؟ " قال عقيدهم: "نعم". قال:"الحملة رفقها مري". فقال:"عنّز نفسك"! ظنًا منه أنه يقصد نفسه فأبلغهم أن معهم طفلا من قيلة آل مرة وأبيه مع قبيلته وهم ذاهبون به إليه، فلم يصدقوه وذهبوا إلى المرأة التي يرونها تحمل الطفل وأكدت كلام أخيها، فقال كبير القوم لقومه:"استخيروا باللَّه من هذه الحملة"، فسلمت الحملة بما فيها وما عليها بسبب إرادة اللَّه أولا ثم ذلك الطفل وشيمة القوم وشهامة أمير الحملة الذي آثر الإقامة يومين حتى تمكن