تجاور شالح بن هدلان وظافر الحوير القحطاني في سنة من السنين، وغزوا الاثنان في يوم من الأيام فخالفهم الجدري على أهلهم ومات خلق كثير كان من ضمنهم زوجات الاثنين شالح وظافر، واتفق الاثنان أن لا يتزوجوا إلا بعد مدة معينة حزنا على زوجاتهم اللاتي كان بهن نوفًا على النساء في الجمال والطباع، ثم تزوج كلاهما، ثم بعد ذلك تواجهوا وسأل كل منهما صاحبه عما واجه وكان واضحًا أن الحوير توفق في زواجه عكس شالح الذي قال:
لاواهنبك يا الحوير هنياه … يوم انت في شوقك لقيت البدايل
وإن وليفي ما لقينا حلاياه … لو دوجوا بي في قفار وحايل
وليفي الل كلما جيب ابنساه … دعوا سميه ذاهبين الحمايل
يفز قلبي كلما اوحيت طرياه … فز المحبب من خشوم الفتايل
قلت اظهر بالقبر لين الصلاه … حال اللحد من دون سمر الجدايل
يا طول ماني في ذرا البيت وياه … من بينا بنشر جثيل الجدايل
قال أنت شالح: قلت له ايه انا اياه … قال انقلع لا عاد عندي تخايل
ما دام في شقراء دلال مراكاه … وما دام في الحوطه غروس ظلايل
وما دامت الحضران للبر تذراه … وما دامت البدوان تقني الرحايل
وما دامت الحجاج للبيت تنصاه … وما دامت الحكام تقني الأصايل
كن الزباد الخلص داخل شفاياه … من مبسم ما يدهله كل سايل
كان لشالح صديق من أهالي الحوطة اسمه فواز صاحب نخل وفلاحة، وكان شالح يزوره من وقت لآخر، وفي إحدى الزيارات عرض صديق شالح أن يترك البادية ويبع النخل وينزل عنده فقال شالح هذه القصيدة التي يذكر فيها حبه للبادية وفرسه (العبية) وقال لصديقه فواز من بني تميم أهل الحوطة ومن شيوخها: يا فواز أنا لا أستطيع أن أعيش إلا في البادية بين الإبل وحنينها والخيل وصهيلها وقال القصيدة التالية: