هارون، وغيرهم. ضمه المنصور أبو جعفر العباسي إلى المهدي يُعلِّمه، وخرج معه إلى الريِّ، وكان مؤدِّبَ عبد الله بن عمر بن عبد العزيز، ثم أدب ولد يزيد بن هبيرة، ثم ضمه المنصور إلى المهدي.
وكان حسن الصوت في قراءة القرآن، وطلب منه أبو جعفر المنصور أن يقرأ له شيئًا من القرآن فقال له: القرآن لا يُتَّلَذَّذُ به، فقال له الخليفة: عالم أنت؟ فسكت، فقال له الربيع:"حاجب أبي جعفر المنصور": أجب أمير المؤمنين، فقال له: سألني عن مسألة لا جواب لها، إن قلتُ: لستُ عالمًا وقد قرأت كتاب الله كنت كاذبًا، وإن قلت: أنا عالم كنت بقولي جاهلًا.
وهذه براعة من سفيان، جَابَه بها تدخل الربيع المعروف في تاريخه بالقسوة والضراوة، وقد أفحمه سفيان السُّلَمي بهذا الجواب البارع، وسد عليه أبواب الاعتراض والتدخل من كل جهة.
كان سفيان ثقة مضطربًا في الحلت يث، وكان صاحب تفسير.
سئل أحمد: سفيان أحبُّ إليك أو صالح بن أبي الأخضر؟ قال: سفيان بن حسين.
ووثقه يحيى بن معين، ولكنه قال:(هو ضعيف الحديث عن الزهري)، وقال عنه:(لأنه ليس من أكابر أصحاب الزهري، أكابرهُمُ المعتمد عليهم منهم: معمر، وشعيب، وعقيل، ويونس، ومالك. وربما قال: وابن عيينة).
وثقه أحمد بن عبد الله العجلي وقال:(سفيان بن حسين واسطي ثقة).
وفاته
مات بالري في خلافة المهدي العباسي (١).
محمد بن أحمد بن العباس: أبو جعفر السُّلَمي، نقاش الفضة
سمع محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، والحسن بن محمد المخرمي، وعبد الله بن محمد البغوي وغيرهم. وقد سأل الخطيبُ البغدادي - الأزهريَّ عن أبي جعفر النقاش، فقال: ثقة، وقال: كان أحد المتكلمين على مذهب الأشعري، ومنه تعلم أبو علي بن شاذان، الكلام.
(١) تاريخ بغداد، للخطيب البغدادي، ص ١٥٠ و ١٥١، الجزء التاسع.