للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحينَ فَشَا الشَّيْبُ في لَّمتي … وأَفْنَى شَبَابيَ مَرُّ الزَّمَنْ

تَروَّحْتَ في النَّفَر الرائحين … وخَلَّيْتَ شَيخَكَ بَادي الحَزَنْ

وأَفْردْتَهُ والهًا في الدِّيار … يُصرِّفُهُ الدهرُ فَي كُلِّ فنْ

قَليلَ الكلَام بَطيءَ القيَا … مِ يَبْكِي لوَحْدته ذَا شَجن

أَرَدْتَ به الأجر فيما زَعَمْتْ … وَتَركُكَ شَيْخك عَينُ الغُبْن (١)

دعبل (*) بن علي الخزاعي

هو أبو علي دِعبل بن علي بن رزين بن سليمان الخزاعي الشاعر المشهور، وذكر صاحب الأغاني، أنه دِعبل بن علي بن رزين بن سليمان بن تميم بن نهشل وقيل، ابن بهنس بن خراش بن خالد بن دعبل بن أنس بن خزيمة بن سلامان بن أسلم بن أفص بن حارثة بن عمرو بن عامر مزيقيا.

وقال الخطيب البغدادي في تاريخه: هو دِعبل بن علي بن رزين بن عثمان ابن عبد اللَّه بن بديل بن وَرقاء الخزاعي (٢).

أصله من الكوفة، ويقال: من قرقيسيا وأقام ببغداد، وقيل إن دِعبلا لَقَبٌ واسمه الحسن، وقيل عبد الرحمن، وقيل محمد، وكنيته أبو جعفر. . .؟.

كان شاعرًا مجيدًا، إلا أنه كان بذيء اللسان، مولعًا بالهَجو والحطّ من أقدار الناس وقد هجا الخلفاء ومَنْ هم دونهم.


(١) والغبنُ: في البيع، والغَبنُ: في الرأي، يقال: غَبن إن رأيه يغبن غبَنًا، وغبنتُ فلانًا أغبنُه غبنًا. أمالي القالي ٢/ ٣٠٥.
وعلى الأبناء أن يتمثلوا قول اللَّه تعالى في رعاية الوالدين {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا. . . (٢٣)} [الإسراء] ولقد صور اللَّه تعالى الوالدين في كبرهما صورة حقيقية، وأمر الابن أن يقول لهما قولًا كريمًا ويخفض لها جناح الذل من الرحمة، ويطلب الرحمة لهما كما ربياه صغيرًا، إنها الطريقة الفضلى وإنه توجيهٌ إلهي في التواد والتراحم والتواصل، وكل ذلك يؤدي إلى المحبة إلى المجتمع الإنساني الذي يبدأ من الأسرة.
(*) الأغاني ٢٠/ ٦٨، وفيات الأعيان ٢/ ٢٦٦، سير أعلام النبلاء ١١/ ٥١٩، الوافي بالوفيات ١٤/ ١٢، الكامل لابن الأثير ٧/ ٥٩٤، تاريخ ابن عساكر ٨/ ١٧٢، الحماسة الشجرية ١/ ٢٦٢. ولدعبل ديوان مطبوع.
(٢) وفيات الأعيان ٢/ ٢٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>