للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبوها: اصدقيني الخبر فإذا كان وقع شيء مما تناقله النّاس فسوف أدس له من يقتله فتنقطع عنا القالة، فعادت وحلفت وغلظت في الحلف أنَّها بريئة، فقال لها اهدئي وسوف أحاكمه لك عند كاهن اليمن، واتفقا على ذلك وذهبا في جماعة من قومهما واصطحبا مجموعة من الصبايا لمؤانسة هند ولما دنوا من موقع الكاهن في سفح جبل فيفا في جهة الجنوب من جهة "الرقة" على الضفة الجنوبية لوادي "ضمد" فدل ذلك على أن فيفا آنذاك عامرة وآهلة بالسكان، وأنها مقصودة لحل بعض المشاكل.

لماذا سُمي الموقع بشط الصبايا؟

وبسبب هذه القصة سُمي الموقع بشط الصبايا والذي لَمْ يزل يحمل هذا الاسم إلى هذا التاريخ وأنقاض قرية الكاهن مطلة على الموقع، ولما اشتد الكرب بهند وتغير لونها انفرد بها أبوها فقال لها: أصدقيني الخبر فأقسمت له أنَّها بريئة وقالت: لكني أعلم أننا سنحتكم إلى شخص من البشر قد يخطئ وقد يصيب وأخشى أن يصمني بشيء يكون لي سبة في العرب، فقال لها: لا تخافي سوف أختبره لك قبل أن ينظر في أمرك، فاختلى بفرسه و أصفر له حتى أدلى ذكره فأدخل حبة بر في إحليله وربطه بسير، ولما قدموا على الكاهن قال له: لقد جئنا لحاجة وقد خبأنا لك خبيئة فما هي؟

[ما هي الخبيئة؟]

فأطرق الكاهن رأسه فقال خبأتم لي ثمرة في كمرة، قال: نريد بيانًا أوضح؟ قال: خبأتم لي حبة بر في إحليل مهر، قال: صدقت، انظر في أمر هؤلاء النسوة فصار الكاهن يضرب على كتف كلّ واحدة منهن حتى وصل الدور على هند فضرب على كتفها وقال لها: انهضي غير رسحاء ولا زانية وسيولد لك غلام يكون ملكًا للعرب، فابتدرها زوجها الفاكة وأخذ بيدها فنترت يدها من يده وقالت ابعد عني فوالله إنني سأحاول أن يكون من غيرك، ثم أخذها بعده أبو سفيان وأنجبت له معاوية فتحققت كهانة الكاهن (١).


(١) وكما يقال كذب المنجِّمون ولو صدقوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>