للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[خلف يعطى موافقته على إيصال داوتي للقصيم]

يشير داوتي إلى أن ابن ناحل وفَّى بوعده السابق ووافق على إيصال الغريب إلى مقصده بعد أن تخلّى عنه رفيقه السابق بطريقة غير لائقة، فانقطعت به السبيل، إضافة إلى أنه أصبح في ضيافة واحد من حرب. ويقول داوتي إن خلف بن ناحل وافق على سفره للقصيم، وطلب من مطلق أن يوصله إلى هدفه.

ويذكر داوتي أن تأخر لبعض الوقت عند عرب ابن ناحل قبل أن يرحل إلى القصيم، حيث يقول: (لقد تسبّبَت إشاعة مفادها أن ابن سعود ومعه عتيبة ربّما يغزون على حرب في تأخير بقائي عندهم، لكن مطلق طمأنني قائلًا: اصبر، حتى نسمع صحة تلك الأخبار، وبعدها سوف أركب معك بنفسي، ليس إلى عنيزة فهم أعداؤنا ولا إلى بريدة، ولكن إلى صبَيْح بقرب النبْهانية. إن أهل تلك القرَى من جماعتنا. وسوف نرسلك من هنالك مع بعض الجماميل) (١).

[معلومات هامة عن خلف بن ناحل]

بالرغم من حراجة المواقف التي تعرض لها الرحالة داوتي أثناء رحلته، والإهانات التي لقيها في صحراء الجزيرة ومدنها بسبب تعصبه الزائد لديانته، إلا أنه كان منصفا في حديثه بشكل عام، حيث يتضح من قراءة مذكراته أنه كان يكتب مشاهداته بواقعية تامة، وقد أدى هذا الأسلوب الكتابي لدَى داوتي إلى شيء من عدم الترتيب بالإضافة إلى الإسهاب الممل أحيانا. وهكذا نجد أنه يسهب في وصف الجزئيات والأمور التافهة، ويختصر في مواضع لا يحسن فيها الاختصار. إلا أنه وبالرغم من ذلك، فإنه يمكن استخلاص معلومات هامة وقيمة خاصة عن الشيخ خلف بن ناحل سواء بطريق مباشر أو غير مباشر، منها ما يتعلق بكرمه ومنها ما يتعلق بثروته ومنها ما يتعلق بمكانته الاجتماعية والسياسية في قبيلته ولدى القبائل الأخرى وكذلك علاقته بالأمير محمد بن رشيد.


(١) المصدر السابق، ص ٣١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>