بين الهنادي، وهذه القبائل في البحيرة ولم تنته سيطرة الهنادي إلا بعد نزوح أولاد علي من درنة في الجبل الأخضر إلى القطر المصري، حيث حالفوا الجميعات ضد الهنادي وتمكنوا من إزاحة الهنادي إلى الشرقية في عهد محمد علي باشا.
وأما البهجة من بهيج بن سلَّام فقد ظل كثرهم في البحيرة والغربية، وعونة بن عون بن سلَّام ظلت حتى عهد الحملة الفرنسية في البحيرة، وقد ذكرهم لوبير الفرنسي وقال: عون تبلغ قوتها ثلاثمائة فارس وتقيم بالبحيرة في الأجزاء المتاخمة للصحراء.
يوقالت ليلى عبد اللطيف في كتابها سياسة محمد علي إزاء العربان في مصر عن الهنادي من أولاد سلَّام: إن تلك القبيلة تمثل البدو الرُّحَّل الذين لا يعرفون الزراعة أو التجارة بل يعيشون على الرعي والسلب والنهب، وكانت من أقوى قبائل العربان في البحيرة، وقد بلغ تعداد فرسانها أكثر من ثمانمائة.
وذكر عبد الله عزباوي في كتاب البدو ودورهم في الثورة العرابية أن تعداد الهنادي في نهاية القرن التاسع عشر كان ١٠٥٠٤ نسمة.
[١٥ - البهجة]
كما تقدم أن هذه القبيلة من أولاد سلَّام من لبيد (من بهيج بن سلَّام) وقد ذكرت البهجة في حصر عربان مصر عام ١٨٨٣ م، ١٨٩٧ م في عدة محافظات بالوجه البحري خاصة البحيرة والغربية والشرقية والدقهلية والمنوفية وكفر الشيخ ومنهم أيضًا بالجيزة والفيوم وبني سويف والمنيا.
ومن فروعهم في الصحراء الغربية المحافيظ والمقبع وهي فروع بدوية وقد جاورت قبائل أولاد علي والجميعات في الساحل الشمالي المصري.
وذكر الحبوني في أنساب العرب التالي عن قبيلة البهجة (١):
يسكن معظم أفراد هذه القبيلة بمديريات الشرقية والغربية والدقهلية ونسبتها إلى جدهم الأكبر بهيج بن سلَّام بن لبيد المنحدر من قبيلة بني سُلَيْم.
(١) أملى البحث السيد عمر حميدة من البهجة عام ١٩٥٩ م.