للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من أهل الراية (١). وفي العصر الأموي نقابل منها بشير بن النضر قاضي مصر (٦٩ - ٦٨) (٢). ولا يظهر من مُزينة بعد ذلك أحد حتى يكون القرن الثالث فيتألق الإمام أبو إبراهيم المزني (١٧٥ - ٢٦٤ هـ) الفقيه الشافعي العظيم (٣).

وهكذا نفرغ من بني طابخة، فنفرغ من خندف جميعا أي من القسم الأول من قبائل مضر، ويبقى أمامنا القسم الثاني منها:

[ثانيا: قيس عيلان]

تشتمل قيس على ثلاثة أقسام كبيرة: سعد، وجديلة، وخصفة. وسنتكلم عن كل قسم وما يضم من قبائل بعد أن نتحدث عن قيس القبيلة العامة.

[قيس]

خضعت هذه القبائل في الجاهلية لإمبراطورية كِنْدة قصيرة العمر، مثلها في ذلك مثل قبائل وسط شبه الجزيرة، ولما ظهر النبي - صلى الله عليه وسلم - عادته أول الأمر عداءً تاما، ولكنها كانت عندما مات قد خضعت لشريعة الإسلام. إلا أن معظمها عاد فانضم انضماما صريحا أو ضمنيا إلى حركة الردة التي فشت في جزيرة العرب جميعها. ولكنهم عادوا مسلمين طيبين منذ أن هزمهم خالد بن الوليد، واشتركت جماعات منهم في المعارك ضد الفُرس. وفي موقعة الجمل وفي صفين حاربوا إلى جانب علي (٤).

كتب عبيد الله بن الحبحاب صاحب خراج مصر (١٠٣ - ١١٦ هـ) إلى الخليفة هشام أن ليس في مصر من قيس سوى قليل من بني جديلة وهم: فهم وعدوان. وتناقل المؤرخون (٥) هذا الزعم ما عدا ابن عبد الحكم (٦). الذي نفى


(١) الانتصار ج ٤ ص ٣.
(٢) القضاة ص ٣١٣ - ٣١٤ والانتصار ج ٤ ص ٣٩.
(٣) القضاة ص ٤٦١ و ٥٠٨ و ٥١١ و ٦٧١، وحسن ج ١ ص ١٢٣، وطبقات الشافعيةج ١ ص ٢٣٨ و ٢٤١.
(٤) Ency.IsI.II،pp.٦٥٤ - ٦٥٥
(٥) الولاة ص ٧٦ والبيان ص ٥٠.
(٦) فتوح مصر ص ١٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>