للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلياس بن مضر (سُواعًا) بأرض يقال له رُهاط من بطن نخلة يعبده من يليه من مضر، فقال رجل في العرب:

تَرَاهُمْ حَول قَيْلِهِم عُكوفًا … كما عَكَفَتْ هُذيلُ على سُواعِ

وأجابته مُذحج، فدفع إلى أنعم بن عمرو المرادي (يغوث) وكان بأكمة اليمن، يقال لها: مذحج تعبده مذحج ومن والاها.

وأجابته همدان: فدفع إلى مالك بن مرثد بن جُشم بن حاشد بن خبران بن نوف بن همدان (يعوق) فكان بقرية يقال لها: خيوان، تعبده همدان ومن والاها من أرض اليمن.

واجابته حِمْيَر: فدفع إلى رجل من ذي رعين يقال له: معد يكرب (نسرًا) فكان بموضع من أرض سبأ يقال له: بلخع، تعبده حمير ومن والاها (١).

فلما صنع هذا عمرو بن لُحَيَّ دانت العرب للأصنام وعبدوها واتخذوها (٢). فكان أقدمها كلها "مَنَاة" وقد كانت العرب تُسمي "عبد مناة" و"زيدة مناة" وكان منصوبًا على ساحل البحر من ناحية المُشلَّل بُقديد بين المدينة ومكة، ومناة هذه كانت لهُذَيْل وخُزاعة، وكانت قريش وجميع العرب تعظمه (٣).

وكان لها منحرٌ ينحرون فيه هداياهم يقال له الغَبْغَبُ، وفيه يقول الشاعر قيس بن الحُدادية الخزاعي:

تَلَيْنَا ببَيتِ اللَّه أوّلَ حَلْفَةٍ … وإلا فأنصاب يَسُرْنَ بغَبْغَبِ

وكانت قريش تخصها بالإعظام (٤).

[إساف ونائلة]

حدَّث الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أن إسافًا ونائلة "رجل من جرهم يقال له إساف بن يَعْلى، ونائلة بنت زيد من جُرهم" وكان يتعشقها في


(١) كتاب الأصنام/ ٥٧.
(٢) كتاب الأصنام/ ١٣.
(٣) كتاب الأصنام/ ١٤.
(٤) كتاب الأصنام/ ٢٠، ٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>