للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثَلاثةُ أعبُدٍ لأب وأُمٍّ … تَمَيَّزُ عن ثَلاثَتِهِمْ أُرومُ! (١)

فَبعْضُهُمْ يَقولُ: قُريشُ قَوْمي … وتَدفعُهُ الموالي وَالصَّميمُ (٢)

وبعضُ في خُزاعةَ مُنْتَماهُ … وَلاءٌ غَيرُ مَجْهولٍ، قَديمُ (٣)

وبعضُهُمُ يَهَشُّ لآلِ كسرى … ويَزْعُمْ أنَّه عِلْجٌ لئيمُ (٤)

لقدْ كَثُرت مناسَبُهُمْ علينا … فكلُّهُمُ على حالٍ زَنِيمُ (٥)

طلحة (*) بن عبد اللَّه الخزاعي

هو طلحة الطلحات أحد الأجواد المشهورين في الإسلام، واسمه طلحة بن عبد اللَّه بن خلف الخزاعي (٦)، وأضيف إلى الطلحات لأنه فاق في الجود خمسة أجواد اسم كل واحد منهم طلحة، وهو طلحة الخير، وطلحة الفياض، وطلحة الجود، وطلحة الدراهم، وطلحة الندى.

وقيل سمي بذلك لأنه كان أجودهم، وقيل لأنه وهب في عام واحد ألف جارية، فكانت كل جارية منهن إذا ولدت غلامًا تسميه طلحة على اسم سيدها وقيل سمي طلحة الطلحات بسبب أمه، وهي صفية بنت الحارث بن طلحة بن أبي طلحة وأخوها طلحة بن الحارث.

قال سحبان بن وائل البليغ المشهور في طلحة الطلحات:

يا طلْحُ أكرمَ من مَشَى … حَسبًا وأَعطاهُ لتالدْ

منك العطاءُ فأَعطني … وعليَّ حمدُك في المشاهدْ


(١) الأرم: الأصول، ومفردها: أرومة. وأولاد طاهر الثلاثة هم: طلحة، وعبد اللَّه وعلي. وفي تاريخ دمشق والسماوي والحمدونية وبعض المصادر الأخرى: (أخوة).
(٢) في الأغاني: (فبعض في قريش منتماه) وفي غير الأغاني: (يدفعه).
(٣) أي كانوا ينتمون إلى خزاعة بالولاء منذ القدم.
(٤) العلج: الواحد من كفار العجم، والجمع: علوج.
(٥) الزنيم: المستلحق في قوم ليس منهم. (ديوان دعبل ٢٣٢).
(*) خزانة الأدب ٨/ ١٥، ١٦، ١٧، ١٠/ ٣٧٢، طبري ٦/ ١٧٩.
(٦) كان أجود أهل البصرة في زمانه، ذهبت عينه في سمرقند وكان يميل إلى بني أمية فيكرمونه، وولا زياد بن مسلمة على سجستان، فتوفي فيها واليًا سنة (٦٥ هـ) وسجستان ناحية كبيرة وولاية واسعة واسم مدينتها (زَرَنج).

<<  <  ج: ص:  >  >>