للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تاسعًا: وادي عتود: وهو في الحقيقة واديان أحدهما شرقي والآخر غربي. وكلاهما ينبع من عقبة عتود المذكورة آنفًا، ولكن أحدهما ينحدر من العقبة إلى جهة الغرب حيث يصب في البحر، والآخر يتجه إلى الشمال الشرقي محاذيًا وادي بيشة غير بعيد عنه حوالي كيلومترين. وتقوم على هذا الوادي خمس قرى لآل راشد من شهران. وكان من الواجب ذكره في بحثنا عن شهران لأنه ينبع من عقبة عتود، وهي كما لا يخفى لآل يزيد من بني مغيد من عسير. وهذان الواديان هما اللذان قال فيهما الشاعر إنهما مساكن الأسد في الجزيرة، كما مر بك.

[الطريق من "الخميس" إلى "أبها"]

تبلغ المسافة من سوق ابن مشيط في بلاد شهران إلى سوق أبها قاعدة عسير ٣٥ كيلو مترا تقطعها السيارة في ساعة وبضع دقائق، نظرًا لوعورة بعض أقسام الطريق الذي افتتحه "محيي الدين باشا" متصرف عسير وقائد فرقتها العسكرية أيام الحرب العالمية لسير المركبات. و"محيي الدين باشا" لم يسلم البلاد إلا عقب الهدنة عام ١٩١٨، وقد عين فيما بعد وزيرًا مفوضًا لحكومة تركيا في القاهرة.

غادرنا ساحة السوق حيث كان مخيما، ضحى يوم الخميس الواقع في ٢٣ شوال ١٣٥٤ هـ (٨ فبراير ١٩٣٤)، وسرنا على جانب وادي بيشة الغربي، وكانت القرى على يسارنا - وتمتد الطريق في أرض سهلة تتخللها ربى وهضاب كثيرة إلى مسافة ثلاثة كيلومترات عن السوق، حيث تقوم بلدة "ذهبان" التي يسكنها الأمير سعيد بن مشيط، وبعد أن تكون الطريق سائرة في اتجاه جنوبي إذا بها تنحرف إلى جهة الشمال الغربي، بين هضاب صخرية صعبة المسالك طولها كيلومتران.

وبعد خمسة كيلومترات من مفرق قصر ابن مشيط نصل إلى وادٍ كبير هو وادي عتود المنوه به في النبذة السابقة.

يبلغ عرض مجرى الوادي أكثر من خمسين مترًا، وينبت على أطرافه الحلفا والعرار والقصب، ويشاهد المسافر من هذا المكان قرية واقعة إلى جهة الشمال أسفل الوادي هي أول قراه، فلما رأيناها قدرنا بعدها عنا بنصف كيلو متر. أما القرى الواقعة على هذا الوادي فهي:

<<  <  ج: ص:  >  >>