للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[والي خراسان يستنكر لبني تميم فيعاقبونه في سيوفهم]

وفي سنة ٦٥ هـ اشتد الخلاف بين بني تميم وعبد الله بن خازم (١) والي خراسان آنذاك فوقعت بينهم حروب كثيرة وجزاء لما قدموه له في حربه ضد ربيعة كما أعانوه على حرب أوس بن ثعلبة حتى قتل منهم من قتل وظفر من ظفر. ولما صفا له الجو بخراسان تنكر لهم وجعل شماس بن دثار العطاردي التميمي مساعدًا لوالي الشرطة لأجل أن يكفل غض عيونهم عن مساوئه فأتى بنو تميم ابنه محمدا في (هراة) فأمر ابن خازم مدير الشرطة ومساعده التميمي بمنع بني تميم من دخولها فرفض شماس تنفيذ أمره وانضم إلى قومه فاحتال رئيس الشرطة على شماس بمكافأة سخية له ولمن انضم معه من قومه فزاد إباء شماس ودخلوا المدينة وقتلوا محمد بن عبد الله بن خازم ثأرا لمن قتل من بني تميم، قتلا بالسياط ثم ثار الحريش بن القريع يحارب الوالي سنتين حتى انصرف بنو تميم إلى مرو ثم ولى بنو سعد هناك عليهم الحريش بن هلال القريعي الشاعر المعروف وأجمع أكثرهم على قتال الوالي ابن خازم فظل القتال بينهم سنتين على رغم جيوش الخليفة كلها فلما طال الحرب ضجر الفريقان فاتفق الحريش وخازم على المبارزة فتصاولا تصاول الفحلين الشجاعين لا يقدر أحدهما على الآخر إلى أن حانت فرصه لغفلة ابن خازم فانتهزها الحريش فضربه على رأسه ورمى بفروته فرجع ابن خازم إلى أصحابه وبه أثر الضرب فقال بعض شعراء تميم مفتخرا (٢):

لو كنتم مثل الحريش صبرتم … وكنتم بقصر الملح خير فوارس

إذا لقيتم بالعوالي ابن خازم … سجال دم يورثن طول وساوس

وهكذا صار عبد الله بن خازم السلمي أثرا بعد عين وعبرة لغيره.


(١) عبد الله بن خازم السلمى: هو الوالي على خراسان وهو الذي لقي مصرعه على يد بني تميم سنة ٧١ هـ - ٦٩٠ م تقلد إمامة خراسان أيام فتنة (عبد الله بن الزبير رحمه الله) سنة ٦٤ هـ - ٦٨٧ م، انظر: بني تميم ومكانتهم في الأدب والتاريخ ص ٢٥٩.
(٢) انظر: بني تميم ومكانتهم في الأدب والتاريخ ص ٢٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>