للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهربوا فطلبهم بنو يربوع وكانت الدائرة على المغيرين. وكان رئيس بني تميم في هذه الوقعة المنهال بن عصمة، وفي مناسبة انتصار بني تميم في هذه الوقعة قال الشاعر نمران الرياحي:

وإذا لقيت القوم فاطعن عنهم … يوم اللقاء كطعنة المنهال

[٢٠ - يوم الكلاب الثاني]

هذا اليوم يسمى أيضًا يوم اللوى ويوم قده، كان لبني تميم على مذحج القحطانيين الذين كان كسرى أنوشروان يشجعهم. وقد عقد بنو تميم مؤتمرا من زعمائهم قبل المعركة حضره أكثم بن صيفي (١) مفتتحا إياه بخطبة عظيمة فكان قد نيف على المائة والتسعين (٢) عاما وأخيرا استحسن رأي النعمان وهو أن يجتمعوا عند ماء لهم ويظلوا فيه حتى يجتمعوا ويقوى ظهرهم بعد يوم الصفقة الذي نال فيه كسرى من بني تميم بعد أن غدر بهم فنزلوا في الكلاب فدل عليهم رجل من أهل هجر فأخبر مذحج بهم فتوجهوا إلى جموعهم واستعدوا لعدوهم بعد أن نصحهم أكثم بن صيفي. ولما التحم الفريقان لاذ عدوهم بالهزيمة والفرار من القتل والسبي فتبعوهم يقتلون ويسبون ويأسرون. ومما يذكر عن هذه الهزيمة في المعركة أن المغيرين كانوا خيالة أي فرسانا وبني تميم كانوا رجَّالة رغم كثرة عدوهم ولكن النصر بيد الله ثم بسبب القيادة الحكيمة التي غالبا ما يكون لها الأثر الطيب في النصر المؤزر، وكان ممن أسر من الأعداء (عبد يغوث الشاعر المشهور) ولما وجد أنه وقع في الأسر ولا مفر عن القتل ناح على نفسه بقوله من قصيدة طويلة نورد منها هذين البيتين للإشارة:

ألا تلوماني كفى اللوم مابيا … فما لكما في اللوم خير ولا ليا

جزى الله قومي في الكلاب ملامة … صريحهم والآخرين المواليا


(١) ومن زعماء هذه الواقعة الأمير ابن يزيد المازني، وقيس بن عاصم السعدي، وأبير بن عصمة التميمي والنعمان بن الحسحاس بن عمرو السعدي والزبرقان بن بدر السعدي.
(٢) انظر: بني تميم ومكانتهم في الأدب والتاريخ ص ١٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>