للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَا زرتُ مُطَّلبًا إلا بمطَّلَبِ … وهمّة بَلغتْ بي غاية الرُّتبِ

رَحَلْتُ عنسى إلى البيت الحرام على … ما كان من تَعب فيها ومن دأبِ

حتى إذا ما انقضى نُسْكي عطفت لها … ثِنْيَ الزمام فأَمّت سيد العَربِ

إني اعتصمت بإستارين مُستلمًا … رَكُنينِ مُطَّلِبًا والبيتَ ذا الحُجِبِ

هذا رجائي وهذي مصرُ سانحة … وأنتَ أنتَ وقد نَاديتُ من كثبِ

والقصيدة أكثر من ذلك، ولكنني اخترت أهم الأبيات الشعرية فيهما فلما سمع المطلب أعجبه ما قد سمع فقال المطلب: لبيك لبيك من أنت؟ قال أنا أحمد ابن الحجاج مولى المنصور، قال: مرحبًا بك وأهلا، قد أمرت لك بمثل ما أمرت به لجميع الشعراء، فإذا شئت فاقبض ذلك (١).

ولقد مدح المطلب الخزاعي الشاعر المعلى الطائي بقوله:

يا شَاهرَ السيف إلى فتنة … يَؤُوبُ مَسعَاهَا إلى فَوْتِ

أخطُبْ إلى مُطَّلبِ ضَربةً … إنْ كنتَ مُشتاقًا إلى الموتِ

تَرى فتًى يروى القنا من دَمٍ … يكسوك منها خلعة الفَوتِ

إذا انتضى أسيافه سخطة … عجّلن عن سَوْفٍ وعَنْ ليتِ (٢)

والشعراء الذي امتدحوا المطلب كثرة، وهذا شأن الشعراء، يمتدحون المعطاء الكريم.

معتب (*) بن الحمراء الخزاعي

هو مُعَتِّب بن عوف بن عامر بن الفضل بن عَفيف بن كليب بن حُبْشية بن سَلول بن كب بن عمرو بن الخزاعي السلولي، حليف بني مخزوم من قريش ويعرف بابن الحمراء، ويكنى أبا عوف.


(١) طبقات الشعراء لابن معتز/ ٣٠٢.
(٢) طبقات الشعراء لابن معتز/ ٣٣٣.
(*) أسد الغابة ٥/ ٢٢٤، سيرة ابن هشام ١/ ٣٢٧، ٣٦٧، ٦٨٣. الطبقات الكبرى ٣/ ٢٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>