للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن واقع حياة أولئك الرجال مما ستقرأ بعد قليل أو ما حصل من قصص وأحداث، نستطيع تحديد بعض صفاتهم وأخلاقهم، فعندهم يلتقي العلمُ الجمّ وحبُّه طلابه بالكرم الفياض، وتلتقي عندهم متابعة أحوال الفقراء والبؤساء بالزهد والتقي، والخوف من اللَّه بالوقوف مواقف الرجال.

وقبل أن نبدأ الحديث عنهم يحسن بنا أن نتحدث ولو يسيرًا عن محمد بن ناصر الكثيري والد جذلان الذي ينتسب إليه الجذالين. . فإليك ترجمته وتراجم مشاهير الجذالين من بعده مرتبين حسب سنة الوفاة:

أولًا: تراجم المشاهير:

[محمد بن ناصر الكثيري]

هو محمد بن ناصر بن علي الكثيري اللامي الطائي، ولد في بلدة الحريق حيث قدم إليها والده ناصر بن علي في عام ١٠٩٧ هـ، وبها عاش وأنجب أبناءه السبعة أكبرهم جذلان ثم علي وحمد وزيد وإبراهيم وراشد ورشيد، وقد انقرضت ذرية الأخيرين، وكان -رحمه اللَّه تعالى- مؤيدًا لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه اللَّه- ومناصرًا لها؛ ولذا أعان ابنه جذلان برأيه على إرسال ولده دخيل إلى الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب ليتعلم على يديه ويكون من جنوده في نشر الدعوة بين الناس، وبقي محمد بن ناصر في الحريق إلى أن توفي قبيل وفاة ابنه الأكبر جذلان، وكانت وفاة جذلان عام ١٢٠٣ هـ.

[جذلان بن محمد بن ناصر]

هو جذلان بن محمد بن ناصر بن علي الكثيري اللامي الطائي، أكبر إخوانه، حيث ولد في بلدة الحريق وبها عاش وأنجب أبناءه الثلاثة أكبرهم دخيل ثم عبد اللَّه وناصر، وإلى جذلان تنتسب قبيلة الجذالين، وقد كان -رحمه اللَّه- مؤيدًا لدعوة الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب -رحمه اللَّه- ومناصرًا لها كأبيه، وقد أرسل ابنه الأكبر دُخيلا ليتعلم على الشيخ في الدرعية ويكون من جنوده في نشر الدعوة بين الناس، وقد أدرك جذلان إرسال ابنه إلى الأفلاج ليكون لهم معلمًا ومرشدًا وذلك عام ١١٩٩ هـ، وبقي جذلان في الحريق إلى أن

<<  <  ج: ص:  >  >>