للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخيل والمكر، شديد الخديعة والغدر، لسن بمباهته من يشاء بالعدوان، فطن بطرق التعدليل والتوجيه لجروح اللسان، لحن بوجوه التبديل والتمويه لفعله الذي كان كالسنان، حلو الكلام والنطق، ذاق اللسان بالخضوع والرفق يخاله العدو صديقا ويحسبه الجاهل مخلصا شفيقا، ولو أدركهـ عمرو بن العاص (١) لاشتد حياؤه من مقابلته، وسارع إلى الإذعان بسيادته، وبادر إلى الإقرار بأستاذيته، ولم يتم أمره بصفين إلا بإعانته، ثم عز عن النقابة ثالثا ونهض غازيا على بادية ظفير (٢) مع الدولة الحسينية من أهل أشوارها وأكبر أنصارها وغنم منهم ما غنم.

وقتل وذلك بالقرب من جبل شمّر بموضع يقال له وسمة، وكفن كفنا جديدا ودفن هناك في كهف بغير غسل ولا صلاة، مقولا أنه شهيد، ثم صلى عليه أخواه بالمدينة صلاة الغائب تقليدًا لمن يقول بها، ضاعف اللَّه جزاه، ولم يعقب إلا بنته المذكورة سابقًا، وكان موته يوم الأربعاء عاشر صفر سنة (غيو) انتهى.

[العمارة الثانية (عقب قاسم بن محمود بن عرمة)]

فقاسم أعقب معرعرا ثم معرعر أعقب ابنين: محمدًا وأحمد وعقبهما بنتان.

(البيت الأول) عقب محمد بن معرعر، فمحمد أعقب وانقرض، ومن عقبه ثلاث بنات: جمال ودلال وفاطمة بنات حسين بن محمد المذكور.

(البيت الثاني) عقب أحمد بن معرعر.

قلت: زاد المؤلف طاب ثراه هنا واسطة بين أحمد ومعرعر وهي محمد.


(١) هنا ذكر عمرو بن العاص لاشتهاره بالمكر والحيلة والدهاء، وقد كانت أشهر حيله ضد الإمام علي بن أبي طالب -كرم اللَّه وجهه- عندما خدعه في التحكيم مع معاوية بن أبي سفيان وتسبب في خروج قسم من أنصاره ضده بسبب قبوله مبدأ التحكيم أصلًا مع الطرف الآخر (معاوية وأنصاره) والذي ليس له حق في خلافة المسلمين بعد عثمان -رضي اللَّه عنه- ما دام علي بن أبي طالب قد بويع خليفة قبله.
(٢) الظفير بطن من بني لام من طيئ القحطانية.

<<  <  ج: ص:  >  >>