راكان مدار حديثنا في هذه القبيلة، فقد أثبتت الوثائق بأنه أسر في الأحساء وسيق منفيا إلى ولاية نيش ولعلها عاصمة بلغاريا حاليًا أوأحد مقاطعاتها وأنه مكث في أسره حوالي سبع سنوات وأفرج عنه في عام ١٢٩٤ هـ - ١٨٧٧ م، ومن هذا نستدل على أنَّ زمن أسر راكان كان بعد سقوط الأحساء مباشرة في أيدي قوات مدحت باشا في عام ١٢٨٨ هـ، أما الذي لازال غامضا في هذا الخصوص ١٨٧٢ م فهي الكيفية التي أسر بها راكان، حيث أوردت المصادر الشعبية روايات مختلفة لا نستطيع التعويل عليها والكشف عن الحقيقة بتفاصيلها يستدعي الأمر منا مزيدا من البحث في أضابير أرشيف رئاسة الوزراء في استانبول.
أما عن اشتراك راكان في الحرب التي خاضتها الدولة العثمانية ضد روسيا ووقوفه إلى جانب ثوار البلقان أثناء ما عرف بحرب الصرب، فقد أيدت الوثيقة مشاركة راكان في تلك الحروب ولكن ليس بذلك التهويل الأسطوري الذي أوردته مصادرنا الشعبية بناء على إحدى قصائد راكان التي بالغت تلك المصادر في تفسير النص الشعري الذي قاله راكان. والوثيقة التي نعول عليها في هذا الخصوص هي عبارة عن "عرض حال - التماس" تقدم به الزعيم راكان إلى مقام الصدارة العظمى في استانبول وذلك بعد انتهاء المعارك بين الروس والعثمانيين، تلك المعارك التي اشترك فيها راكان وبعض رفاقه، حيث أوضح راكان في عرضه أنه دخل غمار المعركة وهو بائع نفسه بطلب الاستشهاد في سبيل العقيدة، ولعله كان يفضل الاستشهاد دفاعا عن الدين الإسلامي الحنيف، حيث يرى الاستشهاد مغنما إذا كان مصيره الموت منفيا بعيدًا عن أهله، لاسيما وهو قد تقدم في السن وذكر أنه لَمْ يرزق الشهادة مع رفاقه الذين استشهدوا .. وما دام قد نجا من موت كان يطلبه لما كان يرى فيه ما هو أخف عليه من ألم الغربة والبعاد عن الأهل والوطن فإنه قد
(١) انظر عن العجمان مفصلا في المجلد السادس من الموسوعة.