للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويلاحظ من قراءة تاريخ العلاقة بين الدولة والقبائل بعد استيلاء قوات محمد علي باشا على الحجاز ونجد أن عساكر الدولة حَوَّلوا زعامة القبائل من المشيخة الواحدة إلى تعدد المشيخات، فقسموا القبيلة الواحدة إلى أكثر من مشيخة، ولم يكتفوا بذلك بل إنهم أوجدوا بين تلك المشيخات تنافسًا كبيرًا، واستغلوا ذلك التنافس للسيطرة على القبائل وإضعافها.

وسوف نلاحظ في هذا المبحث أن قبيلة الأحامدة وحدها في الحجاز خلال القرن الثالث عشر الهجري كان فيها ثلاث مشيخات، كل شيخ مستقل عن الآخر، وهي مشيخة ابن جزا في فرع الصميدات، وابن مطلق في فرع الصخارنة، وابن محمود في فرع الفضلة، وسوف نتناول في فصول هذا المبحث كل مشيخة على حدة بشيء من الاستعراض التاريخي الموثق.

ولعله من المناسب هنا أن نشير إلى ظهور مشيخة رابعة في قبيلة الأحامدة في آخر القرن الثالث عشر الهجري، وهي مشيخة ابن ناحل في نجد التي خصصنا لها بحثًا مستقلًّا في آخر هذا الكتاب.

[مشيخة ابن جزا]

آل جزا هم شيوخ الصميدات من قبيلة الأحامدة الميمونية السالمية، كما أوضحنا في المقدمة.

ويستفاد من المصادر التاريخية التي اطلعنا عليها أن أول من اشتهر في هذه الأسرة هو عامر بن جويبر من الصميدات من الأحامدة. فقد ورد في بعض مصادر تاريخ الحجاز أن ابن جويبر اشترك إلى جانب الشريف سرور في قتاله لأهل المدينة سنة ١١٩٤ هـ (١).

كما أشار إليه المؤرخ ابن عبد السلام الدرعي المغربي في رحلته للحج سنة ١١٩٦، ١١٩٧ هـ. حيث نقل عنه الشيخ حمد الجاسر خبر الخلاف بين بعض قبائل حرب في وادي الصفراء وبين الحاج، إلا أن الشيخ حمد وقع في تصحيف


(١) انظر عن تفاصيل لهذا الخبر كتاب: (فصول من تاريخ قبيلة حرب) لفايز البدراني الحربي، حوادث السنة المذكورة.

<<  <  ج: ص:  >  >>