للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بنو سُلَيْم أصولًا وفصولًا وهجرات وتنقلات

يقول محمد بن مكرم بن منظور الأنصاري في كتابه: (لسان العرب) ما نصه: "والنسبة إلى بني سُلَيْم وإلى سَلامَة: سَلاميّ" - راجع مطبوعتي بولاق بمصر سنة ١٣٠٣ هـ، ودار صادر في بيروت (١).

- ومعنى ما ذكر أن النسب إلى صيغتي "سُلَيْم" و"سَلامة" هما شيء واحد: (سلامي) لا "سُلَمي"، و"سلامي" كما يتبادر إلى الذهن ويتفق مع سير القواعد والوضع اللغوي المعروف نسبة إلى "سلامة" لا إلى "سُلَيْم".

ويبدو لي أن ربما كان هناك "بَتْرٌ" في مطبوعتي لسان العرب المشار إليهما، وآية ذلك هي النص الذي أنقله لك من "تهذيب اللغة" للأزهري، قال: "وينسب إلى بني سَلَمةَ: سَلَميٌ، وإلى سُلَيْم: سُلَميٌ، وإلى سَلامة سَلامي" (٢).

ومحل البتر المرجح وقوعه في مطبوعتي "لسان العرب" هو بعد قوله:

"والنسبة إلى بني سُلَيم"، وإذا صح هذا التقدير المدعوم بما ورد في "تهذيب اللغة" يكون الناسخ أو الطابع الأول الذي نقل عى النسخة الخطية قد حذف كلمة "سُلَمي" عقب جملة: "والنسبة إلى بني سُلَيْم" .. كما حذف بعدها: والنسب إلى سلامة) .. وبهذين الحذفين تداخلت نسبتا "سُلَيْم" و"سلامة" فصارتا: "سلامي" حسب النص المطبوع، وكان من المناسب أن تتميز صيغتا النسب إلى "سُلَيْم" وإلى "سلامة" فيفرد "لسُلَيْم" صيغة النسب التي هي: (سُلَمي) ويفرد لسَلامة صيغة النسب الأخرى التي هي: "سلامي"، ومع وضوح هذا الأمر ووجود ما يدعمه في موسوعة "تهذيب اللغة" للإمام أبي منصور محمد بن أحمد الأزهري فإني لست بجازم بوقوع الغلط النسخي أو المطبعي المذكورين آنفًا، وأرى أن يقوم بتحقيق أوسع لهذه المسألة - العلماءُ اللغويون لإثبات بما يميط اللثام عن الموضوع من كل نواحيه.


(١) لسان العرب "مادة سلم" في مطبوعتي بولاق الأميرية بمصر، سنة ١٣٠٣ هـ، ودار صادر ببيروت.
(٢) تهذيب اللغة، لأبي منصور محمد بن أحمد الأزهري، الجزء الثاني عشر، ص ٤٥٣، طبع الدار المصرية للتأليف والترجمة بمصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>