للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المغرب الأوسط بدل من أن يتوجه بهم إلى المغرب الأقصى "المرينيين"، وبعد سنوات قليلة من استقراره بهاته المنطقة شوهدت هجرات متتالية لكل من أقاربه وأصدقائه وأتباعه صحبة أسرهم وذويهم، فكانت من أسباب ودوافع هذه الهجرة شخصية القائد سيدي نائل.

[ثبوت شرف سيدي نائل]

قد تقرر عند الفقهاء أن الشرف يجاز بالسماع الفاشي كما تحاز به الأملاك وتقرر أيضًا أن النّاس مأمونون على أنسابهم. وورد في الحديث الصحيح أن الطعن في الأنساب من عمل الجاهلية.

قال العلَّامة الرَّهُوني في حاشيته على عبد الباقي ما ملخصه في جواب العلَّامة البناني الكبير ما نصه: "الحمد لله من ثبت شرفهم فالشرع الشريف يوجب إقرارهم على ما عرف لأسلافهم من النسب فلا يحل لأحد انتهاك حرماتهم ولا التعرض لنسبتهم.

ورُوي: غابتان لا ينبغي لأحد الخوض فيها: غابة الولاية وغابة الشرف، وذكر العلَّامة المُسِنُّ الشيخ أحمد بن عيسى أحد تلامذة الشيخ المختار الجلالي أنه رأي بإحدى خزائن أكابر قسنطينة رسمًا قديمًا جدًّا عليه خواتم باشوات وخطوط قضاة يتضمن ثبوت شرف سيدي نائل.

وإثبات نسبته الموجودة الآن عند أبنائه كثيرة ومخالفة لبعضها بعضًا، فتارة بتبدل الأسماء وعمود النسب، وتارة تتغير بالتقديم والتأخير، وتارة بالزيادة وأخرى بالنقصان مع اتفاقهم على اتصال نسبه بحضرة رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بواسطة سيدي عبد السلام بن مشيش دفين جبل العلَّامة من جبال بشاوية بالمغرب، وهو ممن لَمْ يختلف في نسبته اثنان. وما ذكرته من الاختلاف إنما هو في أسامي الرجال، والظاهر -كما قال الشيخ عبد الرَّحمن طاهري- أن هذا الاختلاف من الناقلين بسبب الجودة والرداءة والتقديم والتأخير في الكلمة أو الحرف، ولم يكن بينهم مصحح يتدارك تلك الهفوات

<<  <  ج: ص:  >  >>