ب - ما قاله الدكتور خاشع المعاضيدي عن قبيلة شمَّر طيئ - أصولها وفروعها وديارها (١).
يرجع تكوين قبيلة شمَّر إلى ما قبل الإسلام بحوالي (٢٣٠) عامًا، حيث كانوا بطنًا من طيئ بأرض اليمن، ثم هاجروا منها إلى منطقة نجد، ويعتقد أن هذه القبيلة نجبت من ظهر الملك قصي ابن الملك شمَّر ملك اليمن، وقد أخذ الملك قصي، اسم أبيه ولقبه، واشتهر باسم الملك "شمَّر برعش عودان" وكنية الملك شمَّر ونخوته "السناعيس"، ومعناها "الرمح والإبل" وهي كنية خاصة بهم لا يملكها غيرهم من العرب.
والملك شمَّر، هو ابن عبد الله بن جُذَيْمة بن زهير بن ثعلبة بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيئ، وكان يدين بدين الجاهلية قبل الإسلام، ثم أدرك الإسلام، وأسلم على يد الرسول الكريم محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو وأولاده وجميع قومه، وقيل أنه بلغ من العمر ما يقرب من (٢٧٨) عامًا، وقد وافاه الأجل في مدينة صنعاء من بلاد اليمن.
ويعتبر الملك شمَّر يرعش عودان، آخر ملوك الدولة الحميرية، وكان أول من نال لقب "ملك سبأ وريدان وحضرموت" وقد نسبت إليه فتوحات كثيرة خارج جزيرة العرب، حتى قيل - وهي مبالغة - أن نفوذه وصل إلى أسبانيا غربًا وبلاد التركستان شرقًا، وربما كان ذلك بسبب وجود علاقات تجارية أقامتها الدولة الحميرية في عهده مع هذه البلدان.
ونسب إلى الملك شمَّر يرعش عودان - الذي لقب أرعش أو يرعش، لارتعاش صار به - أنه خرج من بلاد اليمن نحو العراق، ثم توجه إلى المشرق باتجاه بلاد الصين، وأنه دخل مدينة الصفد، وخربها، فسميت "شمرقند" أي خربها الملك شمَّر، ثم أمر بعمارتها بعد ذلك، وعرب اسمها، فصارت "سمرقند" غير أن هذه الرواية بعيدة عن الحقيقة.
(١) انظر كتاب من بعض أنساب العرب - أعالي الفرات - طبعة بغداد عام ١٩٨٦ م.