للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[(ما قاله المؤرخون عن كلب في الإسلام)]

كما أسلفنا كانت هذه القبيلة العربية نجيبة قوية ثرية، وقد بلغت من ذلك ما لم يبلغه الكثير من قبائل العرب قبل الإسلام وبعده، فلما جاء الإسلام وفتحت دومة الجندل، وهي من مدن الصلح التي فتحت سلمًا، دخل من كلب كثير في الإسلام، وبقي منهم من بقي على النصرانية، وكان من كلب قبل ذلك صحابة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، منهم زيد بن حارثة من بني المدينة من كلب، قال عنهم صاحب السبائك (١): بطن من كلب، قال والمدينة أمهم غلبت عليهم وهم بني زيد بن سلمة منهم زيد بن حارثة الصحابي المذكور بقوله تعالى: {. . . فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا. . . (٣٧)} [الأحزاب]، ومنهم محمد بن السائب الكلبي صاحب التفسير المشهور.

قال خير الدين الزركلي (٢): وهو زيد بن حارثة بن شراحيل أو شراحبيل الكلبي صحابي اختطف في الجاهلية صغيرًا واشترته أم المؤمنين خديجة بنت خويلد فوهبته إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، حين تزوجها فتبناه النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل الإسلام وأعتقه وزوجه بنت عمته، واستمر الناس يسمونه زيد بن محمد حتى نزلت آية: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ. . . (٥)} [الأحزاب]، وهو من أقدم الصحابة إسلامًا، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يبعثه في سرية إلا أمّره عليها، وكان يحبه ويقدمه وجعل له الإمارة في غزوة مؤتة بالشام، فاستشهد فيها. ولهشام الكلبي كتاب زيد بن حارثة.

قلت: والمدينة الذين منهم زيد بن حارثة هم من فخوذ الشرارات بالوقت الحاضر. ومن الصحابة الكلبيين الصحابي الجليل دحيّة بن خليفة الكلبي (٣) الذي كان جبريل ينزل بصورته على الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وهو مبعوث الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى هرقل


(١) سبائك الذهب ص ٣٩.
(٢) الأعلام ص ٥٧.
(٣) الأغاني ج ١ ص ٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>