وهو يذكر وجوده عند أبناء عمومته من خُزاعة وأنه قادم إليهم ليخلصهم مما هم فيه، وأعاد إليهم إمارتهم في لبنان.
[لمحة عن أصل الحرافشة]
تناقل الآباء عن الأجداد نسبهم القبلي وتاريخهم جيلا بعد جيل، ومسيرة حياتهم من موطنهم الأصلي في بعلبك حتى حطموا رحالهم في إقليم الجولان، وجذورهم القديمة الراسخة في عمق التاريخ وصولا إلى قبيلة خُزاعة القحطانية اليمانية التي كانت تقيم قبل الإسلام في ظاهر مكة، وكان لها سدانة الكعبة قبل بني هاشم من قريش.
وقد مرت كتب التاريخ في العصور الوسطى والحديثة على ذكر الحرافشة وإمارتهم، فذكرهم المحبي في تاريخه، والمعلوف، والأمير الشهابي وحسن عباس نصر اللَّه، وميخائيل البعلبكي، وكتب كثيرة، على أنهم كانوا من الذين حكموا في لبنان فترة طويلة، وكانت علاقتهم بالسلطة التركية الممثلة بوالي الشام سيئة بسبب قهر وظلم الأتراك للناس وتحصيل الأموال الطائلة منهم، وكثيرًا ما اقتتل الحرافشة مع الأتراك الذين نظموا حملات عديدة لإخضاعهم، كما تحالف الحرافشة أكثر من مرة مع المعنيين والشهابيين، لصد غارات الأتراك على لبنان وأوقعوا بهم خسائر كبيرة، ودام هذا الصراع السياسي والعسكري حتى فترة متأخرة من القرن التاسع عشر.
وتعرض الحرافشة إلى عدة حملات عنيفة من العساكر التركية تعرضوا فيها للقتل والتشرد فبعضهم اختبأ في جبال لبنان وجرود الهرمل، وتوجه البعض الآخر إلى طرطوس واللاذقية (مقرمدة) وسكنت جماعة منهم حوالي حمص، وفي جبل العرب بمدينة شهبا، ونزلت جماعة منهم في إقليم الجولان (سكوفيا، فيق، الياقوصة) وهؤلاء إخوة وأبناء عم. وفر آخرون إلى مصر وسكنوا مدينة بنها، ونزل قسم منهم في الأردن (إربد) ووصلت جماعة منهم إلى الجزائر (صطيف) وجميع هؤلاء على اختلاف مذاهبهم ومواطنهم المتباعدة يلتقون في جدهم حرفوش الخُزاعي الذي يتصل نسبه بقبيلة خُزاعة.