للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آنذاك، ومكنوا (آل مرة) الشيخ عبد اللَّه من استعادة ملكه، فرخص عبد اللَّه لآل مرة ذلك اليوم بأخذ الغنائم.

قال البسام: "وقع الاختلاف بين عبد اللَّه بن خليفة شيخ البحرين وبين أخيه محمد في جماد أول، وحصل فيهم حرب عظيم ونهب للأموال، واستلحق عبد اللَّه عربان آل مرة، ونهبوا البحرين، وقتل من الفريقين خلق كثير" (١) انتهى.

[حمد مسعود وابن هاشل وعسكر الترك]

كان الفارس حمد في الأحساء يصلح على آل مرة من الأتراك والعكس (٢)، وفي يوم من الأيام جاءه حمد بن هاشل من آل سمرة من آل بحيح وكان ابن هاشل فقيرًا معدمًا كغيره من الناس في ذلك الوقت، فكان الصلح معناه حرمانه ومن هم على شاكلته من القوة والجرأة من أن يغنموا من الأتراك بين الفينة والأخرى في غارات خاطفة بطريقة أو بأخرى.

فقدم ابن هاشل إلى حمد مسعود وشكى له الحال مما هو فيه من الفقر والفاقة وطلب منه أن يستثنيه من ذلك الصلح وأن يرد به البرى على العسكر، وفعل الفارس حمد مسعود ما طلب منه ابن هاشل، وقال للعسكر: أن ابن هاشل ليس لنا عليه سلطان وهو خارج عن الصلح. وكان حمد مسعود يريد أن يضرب عصفورين بحجر فهو في حال قد سمح لابن هاشل في شن الغارات على الأتراك الذين هم بمثابة مستعمرين للجزيرة.

ولمعرفته من أن ابن هاشل لن يقع في أيدي العسكر وذلك لمعرفة ابن هاشل لكافة الأراضي والطرق التي يسلكها في حالة تتبعه من قبل العسكر الأتراك، وفي المقابل جهل أولئك العسكر في تلك الدروب والطرق، ومن جهة أخرى قد أبقى على الصلح بينه وبين الأتراك وما فيه من فوائد لآل مرة.

أخذ ابن هاشل يتابع الغارات على الأتراك ويقطع طريق القوافل بين العقير والأحساء، ويدخل الأحساء ويقوم بأخذ ما قد يقع تحت يده من مؤنة العسكر،


(١) ما ذكر أن آل مرة نهبوا البحرين فهذا غير صحيح أنهم لم يتعدوا غنائم الحرب فقط.
(٢) يصلح: الصلح اتفاق يمنع بموجبه الاعتداء، ومصلحة آل مرة منه (مصلحة مشتركة) وقيل أنه ليس حمد مسعود بل هو حمد بن راشد الغانم الملقب بـ (ابن غابان).

<<  <  ج: ص:  >  >>